أوضاع مأساوية لعناصر الجيش السوري في بادية السويداء .!

اشتكى مجندون من الفرقة 15 قوات خاصة، التابعة للجيش السوري، للسويداء 24، عن ظروف مأساوية يعانون منها في بادية السويداء، سواء في الطعام والمياه والإجازات والمسكن والمواصلات، كاشفين عن فساد الضباط المسؤولين عنهم.

#تفييش_مقابل_المال_وتستر_على_الرقابة .!

أكدت شهادات عدة مجندين في بادية السويداء، إن الإجازات تخضع لنظام الرشوة، فمن يدفع المال للضابط المسؤول عنه، يذهب في إجازة تكون مدتها حسب المبلغ المدفوع، أما المجند الذي لا يدفع، فيضطر لسد مكان العناصر “المفيشين”، وبالتالي لا يحصل على إجازته في وقتها المحدد.

في قطاع “تل أصفر”، عدد العناصر المفروزين في القرية والتلال المجاورة لها، يصل إلى 150 عنصر، لكن عدد العناصر الذين يتولون المناوبة لا يتجاوز 70 عنصر، والعدد المتبقي قرابة 80 مجند، يدفعون المال لضباط القطاع، مقابل عدم قدومهم إلى الدوام، إلا عند قدوم لجنة التفتيش، التي يعلم الضباط بوصولها مسبقاً إلى القطعة، ويأخذون احتياطهم.

وقال أحد المجندين في قطاع “تل أصفر” للسويداء 24، أنه يحق لهم كل 7 أيام خدمة، 48 ساعة إجازة، لكنهم لا يحصلون إلا على 24 ساعة إجازة فقط، متهماً الضباط المسؤولين عن القطاع، بتلقي مبلغ يصل إلى 75 ألف ليرة شهرياً، من كل عنصر يريد “التفييش”، أي قضاء خدمته في المنزل، ما يجبر العناصر الذين لا يدفعون المال، على سد فراغهم.

وأكد المجند أنه بعد انتشار شكاوى الفرقة على موقع السويداء 24، باتت لجان التفتيش تأتي بشكل متواصل إلى المنطقة، لكنها لا تصل إلا لمقر قيادة القطاع، حيث لا تلتقي بالمجندين المنتشرين في التلول التي يصعب الوصول لها، فضلاً على أن الضباط يستدعون العناصر “المفيشين”، عند معرفتهم بقدوم اللجنة.

قطاع “محسن أبو غانم”، ليس أفضل حالاً، فالضابط المسؤول عنه العقيد عصام ابراهيم، لا يسمح للعناصر بقضاء الإجازة، إلا أسبوعاً واحداً كل شهرين، رغم أن القانون العسكري يسمح لهم بأكثر من ذلك، إلا أن “تفييش” عدد من العناصر، الذين يدفعون 50 الف ليرة شهرياً للضباط، يجبر المجندين الفقراء، على سد الفراغ والدوام عوضاً عن الغائبين.

#طعمونا_أو_سرحونا

يعاني عناصر الجيش في مختلف قطاعات البادية، من نقص في مخصصات الطعام، وعدم صلاحيته للاستهلاك البشري بعض الاحيان، فضلاً عن مشكلة الماء التي تشكل معاناة كبير لهم، إذ وثقت السويداء 24، عدة شكاوى للمجندين من قطاع “محسن أبو غانم” وقطاع منطقة “تل أصفر”.

ووصف أحد المجندين من قطاع “محسن ابو غانم” للسويداء 24، معاناتهم بالمأساوية، فالمياه لا تصلهم إلا 5 براميل، كل 5 أيام، حيث لا تكفيهم هذه الكمية التي تكون ملوثة بعض الأحيان، أما الطعام يصل بحالة سيئة جداً، من انتهاء صلاحية، أو تعفن، ما يجبر المجندين على شراء طعام على حسابهم الخاص.

وفي قطاع “تل أصفر”، ذكر مجند للسويداء 24، أن الطعام والمياه المخصصة لهم، لا تصلح للاستهلاك البشري، وقد اشتكوا عدة مرات للمسؤولين عنهم، ولكن دون أي جدوى، لافتاً إلى أنهم يضطرون لشراء طعام ومؤونة عند كل إجازة على حسابهم الخاص، وأكد أن معظم نقاط الفرقة 15 في البادية تعاني من نفس المشكلة، متهماً مسؤولي الإطعام في الفرقة بالسرقة، بتغطية من بعض الضباط.

#ابتزاز_حتى_في_المواصلات_والسكن

أما بالنسبة لنقاط تمركزهم في البادية، يؤكد مجندون من قطاعات مختلفة، إن النقاط التي يقيمون فيها بعيدة كل البعد عن مسمى “المسكن”، وسط ظروف جوية سيئة تسود أجواء البادية، من حرارة مرتفعة نهاراً، وبرودة شديدة ليلاً، فضلاً عن انتشار الحشرات الضارة والأفاعي، التي تهدد حياتهم بسبب سوء المسكن.

لا تخصص الفرقة آليات لتنقل العناصر، بل أنها تبتزهم أيضاً، إذ أوضح أحد المجندين، أنهم عند خروجهم من مكان خدمتهم لقضاء إجازة، يضطرون لدفع مبلغ 3 ألاف ليرة، لمجند يقود دراجة مخصصة من الجيش، لينقلهم من قرية الأصفر، إلى قرية حزم على طريق دمشق السويداء، وهناك ينتظرون شفقة أحد المارة عليهم، ليوصلهم إلى مدينة شهبا أو مدينة السويداء، متهماً مسؤولي الفرقة بالسمسرة عليهم حتى في مسألة المواصلات.

يذكر أن السويداء 24 وثقت شكاوى مختلفة من مجندي الفرقة 15، خلال الأشهر الماضية، ما أدى لزيادة الحالة الرقابية على الفرقة من لجان التفتيش ولكن دون جدوى، إذ أكد المجندون للسويداء 24، أن استمرار الفساد سيدفعهم لتشكيل حالات فرار جماعي، مذكرين بأن بعضهم قضى 7 سنوات في الخدمة، بينما يتلقى عناصر التسوية رواتبهم بالدولار، أما الروس والايرانيين والبنانيين، فأوضاعهم “فوق الريح”، حسب وصفهم.