شهدت محافظة السويداء عملية تبادل مخطوفين، بين أجهزة المخابرات من جهة، و فصيل مسلح من جهة أخرى، بعد شهر توتر ساد مدينة صلخد.
فصيل “قوات شيخ الكرامة” أطلق سراح 5 ضباط من الجيش السوري، ومتطوع في الأمن العسكري، وعنصرين من حزب الله، ومدنيين اثنين، كانوا جميعهم مختطفين لديه، مقابل إطلاق أجهزة المخابرات سراح عنصر من الفصيل يدعى رعد عماد بالي، حيث تبين أنه كان محتجزاً لديها، بعدما اختُطف منذ شهر في ظروف غامضة.
وذكر مصدر خاص للسويداء 24، إن عملية التبادل حصلت فجر الأحد 23/3/2020، في بلدة عتيل شمال مدينة السويداء، بوساطة فصيل محلي أشرف على تسليم بالي لذويه بعدما أطلقت اجهزة المخابرات سراحه، ثم استلم الفصيل الضباط والعناصر من الجيش وحزب الله، الذين كانوا مختطفين في صلخد، ونقلهم إلى الجهات الأمنية.
وكان رعد بالي قد اختطف في ظروف غامضة فجر الأربعاء 13/2/2020، بعدما استدرجته فتاة، حيث قام عناصر الفصيل بخطفها، وقالوا أنها اعترفت بتسليمه لجهة أمنية بالتعاون مع عدة أشخاص، إذ اختطف الفصيل شخص منهم أيضاً، كما خطف ضباط وعناصر من الجيش السوري مساء الأربعاء، وأفرج عنهم بعد يوم فيما سماها “حسن نية”، لكن مسؤولين أمنيين انكروا اعتقال بالي.
ثم هاجم الفصيل عدة نقاط عسكرية فجر الأحد 23/2/2020، وخطف منها 5 ضباط من الجيش السوري، ومتطوع في المخابرات العسكرية، كما اندلعت عدة اشتباكات بيت الفصيل ومفرزة الأمن العسكري في مدينة صلخد، أدت لخسائر مادية في منازل بعض المواطنين القريبة، ليعود الفصيل ويعلن خطف عنصرين من حزب الله قبل أيام، لتأخذ القضية مساراً جديداً ويتم التبادل بعد 4 ايام من خطف العنصرين.
الجيش السوري كان قد رد بنشر نقاط تفتيش على كل الطرقات المؤدية لمدينة صلخد أواخر شباط الفائت، حيث أكد مصدر عسكري حينها للسويداء 24، أن الانتشار كان على خلفية اختطاف الضباط، وأفاد أن لديهم قائمة بأسماء المجرمين والخارجين عن القانون، إلا أن الجيش لم يتخذ أي إجراءات أخرى.
وتزامنت فترة التوتر مع نشر صفحات على الفيس بوك مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية، نُسبت لعناصر من “قوات شيخ الكرامة”، وتدينهم بعمليات خطف وانتهاكات بحق مدنيين، طمعاً بالفدية المالية، بالإضافة إلى استهدافهم لمقرات أمنية.
ومن تداعيات الحادثة، علمت السويداء 24 أن الجيش السوري نقل عدة عناصر من أبناء السويداء كانوا يخدمون في النقاط التي خطف منها الفصيل المسلح الضباط جنوب المحافظة، إلى محافظتي درعا وريف دمشق، مما انعكس سلباً على هؤلاء العناصر الذين كانوا يخدمون ضمن محافظتهم.
يشار إلى أن مدينة السويداء شهدت توتراً مماثلاً صيف 2019 الفائت، عندما خطفت المخابرات السورية ناشطاً معارضاً وأنكرت اعتقاله، ثم عادت وأطلقت سراحه بعد ضغط من الفصائل المحلية، وقد تكررت حوادث مماثلة عدة مرات وانتهت بتفس النتيجة.