وثقت منظمات مختصة بالطفل في محافظة السويداء، خمس حالات تحرش بأطفال، خلال عام 2019، علماً أن الحالات غير الموثقة اكثر من ذلك، سيما وان الأطفال يواجهون خطر التحرش بشكل مستمر.
التعاملمعالطفل_وأهله
السويداء 24 التقت مع رغده إحدى الناشطات بمجال رعاية الطفل وقالت بأنه لايوجد إحصائيات دقيقة عن عدد حالات التحرش بالأطفال بالسويداء، بينما الأطفال الناجين من العنف الجنسي أكثر بكثير من عدد الحالات المصرّح عنها لعدة اعتبارات، أهمها، خوف الطفل من مصارحة الأهل، بالإضافة إلى تكتم الأهل عن هذه القضايا.
وتضيف رغده بأنه يتم التعامل مع حالات الأطفال الناجين من العنف الجنسي بسريّة تامة من خلال تقديم الحماية للطفل في حال كان الخطر لا يزال قائم، وتحويل هؤلاء الأطفال لأحد دور الرعاية أو لل sos في حال كان الطفل غير مصحوب أو كان مقدّم الرعاية هو الجاني.
وتكمل، “تقدّم جلسات المشورة للأهل للتخفيف من الأذيّة النفسية التي تلحق بالطفل بعد تعرضه لهذا النوع من العنف، ويتم إخبار الأهل بإمكانية الإبلاغ والتقدم بشكوى ضد المتحرش وتقديم مشورة قانونية لهم من قبل المستشار القانوني في الجمعية/المنظمة”.
إلا أنه وبأغلب الحالات لا يكون هناك تجاوب من قبل الأهل، باستثناء أعداد قليلة جداً تقوم بالإبلاغ، نتيجة الخوف على الطفل من الوصمة الاجتماعية.!
حالاتالتحرشضمن_المدارس..!!
مرشدة نفسية أوضحت للسويداء 24 أنها موظفة بمدرسة في مدينة السويداء ومن خلال لائحة عملها طوال العام المنصرم، واجهت إحدى حالات التحرش “المكتسب باللاوعي” بين طفلين كانا ينفذّان أحد الأساليب الفَضّة دون أدنى إدراك.!
متابعة، أنها من خلال التوجيه الاختصاصي واستجواب أفعالهم في مكتبها كلٌ على حدى، وجدت حالة استدراك السوء في أحد الأطفال بينما تغيّب مفهوم التصرف عند الطفل الآخر، وتُكمل، أدركت للحظة أن أحدهم كان يغري ويوجه الآخر بمفهومه الضئيل عن التصرف، ولكن ما كان حاضرًا لديهم هو مقدار فهم كل منهما خطر فضح تصرفهم للغير وهذا ما يجعلنا في علم النفس نقدر خطورة الموقف.
وأردفت، “استدعت المدرسة الأهل حينها، واتضحت لديّ الصورة أكثر وبأن الحالة السلوكية في المنزل يجب أن تحرص عليها الأهالي بمقدار أكبر ولاسيما في الأحاديث والتصرفات البيتية، والحد من استخدام الأجهزة الذكية”.
موضحة، “كثيراً ما نقع بسلاح أخطر من التوجيه التربوي في المنزل بل أيضا أخطر من الأجهزة التقنية تلك، وهو الوعي الزائد الغير موجّه عند الأطفال فدرجة إدراك المحيط والأفعال والتي نقابلها نحن الأهل والكادر التعليمي بجملة، “جيل واعي” أيضاً تتمثل بوعي الطفل عن جسده وجسد غيره وعن تصرفاته بمنسوب أقرب من سنه المفترض”.
لاتصنعطفلاً_متحرشاً..!!
يُرجع أخصائيو علم النفس الاجتماعي محاولة الطفل التحرش بأطفال آخرين إلى فضول التجربة غالباً، ويعود هذا الفضول إلى التقليد الأعمى لكل ما يراه الطفل والتنشئة الأسرية والمجتمعية والمدرسية الخاطئة.
ويقول أحد المختصين للسويداء 24، أن الأهل هم من يصنعون الطفل المتحرش عن طريق سلوكهم أمامه، بما يخص العلاقات الجنسية، حيث يبدأ الأمر من التقبيل الفموي بين الزوجين أمام الطفل، أو أن يقوم الآباء بتقبيل الطفل من فمه مما يجعل الأمر طبيعي بالنسبة له فيزيد احتمال أن يكون متحرشاً كما يعرّضه للتحرش.
وأوجب المختص، تعليم الأطفال الاستئذان قبل الدخول إلى غرفة الأبوين، وعدم إقامة العلاقة الحميمة بين الأبوين أمام الطفل منذ عمر السنة، وعدم التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي أمام الأطفال لأنه سيكررها دون استيعاب لمعناها ثم يطلقها على أقرانه.
مشيراً إلى دور التلفاز في دفع الطفل للقيام بفعل التحرش، حيث تعرض المسلسلات والأفلام مشاهد جنسية لا يصح مشاهدتها من قبل الأطفال الذين سيحاولون تجريبها، كما أن بعض المشاهد تقدم المتحرشين بصورة جذابة أو فكاهية غير واقعية تجعل منه قدوة للطفل، ولا بد من التنويه هنا إلى غياب دور الرقابة عن مثل هذه المشاهد في الدراما السورية.
ونصح المصدر الأهالي بمنع الأطفال دون عمر السنتين من استخدام الأجهزة الإلكترونية، ولو كان ذلك كأغاني على يوتيوب أو غيره، كما لا يجدر بالأهالي شراء هواتف نقالة خاصة بالطفل في عمر أقل من 14 عامًا وفي حال كان هناك ضرورة فيجب اختيار هواتف لا تدعم الانترنت، وفي حال كان هاتف الطفل يدعم الإنترنت يجب عدم السماح باستخدام محرك بحث غوغل إنما محركات بحث خاصة بالأطفال كمحرك البحث كيدل kiddle.
وختم، بأن النصائح السابقة لا تعني كبت الطفل وعدم تلبية رغبته بالاستكشاف، فيجب على الأهالي تثقيف الطفل جنسياً بإسلوب علمي سليم بالتوازي مع تعليمه الآداب والأخلاق العامة ووجوب احترام الآخر، كما يجب ملئ وقت الفراغ لدى الطفل بما يناسب عمره من نشاطات ترفيهية مختلفة “أجد تربيته، دون أن تجعله يبحث عن الحياة خارج منزل”.
هل تعلم ما هي عقوبة المتحرش في القانون السوري.؟
يتبع…