قرى منسية في خاصرة السويداء تنتظر وعود “إعادة الأعمار” ؟!

“نعيش تحت خط الفقر، بيوتنا مهدمة ولا ماء ولاكهرباء”، بهذه الكلمات، ناشد مواطن من ريف السويداء، مسؤولي الدولة أن يلتفتوا لمعاناتهم.

وقال أحد أبناء قرية الشيّاح في منطقة اللّجاة، شمال غرب السويداء، في تصريح للسويداء 24، أن معظم سكان القرية والقرى المجاورة، يعيشون تحت خط الفقر، وقد تهدّمت بيوتهم جراء وقوع القرية ساحة للصراع لي السنوات الماضية.

مضيفاً أن الأهالي في قرى الشياح الغربي والشياح الشرقي ومزرعة أم طوط، يعانون من انعدام مياه الشرب التي من المفترض أن تخصصها لهم الحكومة، وعدم توافر الكهرباء، وعند زيارة محافظ السويداء لقريتهم العام الفائت، وعدهم بتأمين مطالبهم، إلا أن الوعود “ذهبت أدراج الرياح”.!

وأردف المواطن أن عدداً من الأهالي راجعوا محافظة درعا لمساعدتهم فأخبرتهم أنهم يتبعون إدارياً للسويداء، لذلك فعليها تحمّل مسؤولياتها اتجاههم، على حد قوله، لافتاً ألى تزايد معاناتهم، “نشتري نقلة الماء نشتريها بمبلغ 16 ألف ليرة، ونحن في فصل الصيف حيث مصروف المياه يكون اضعاف ما نحتاجه في الشتاء.”

وطالب المواطن مسؤولي الدولة أيّن كانوا، بضمهم إلى بلدية تستجيب لمطالبهم، حتى لو كانت في حلب، أو أي محافظة أخرى، “فالمهم أن نشعر أننا مواطنون لدينا حقوق وتهتم الحكومة بنا ” حسب تعبيره.!

الحال ليس أفضل في قرية دير داما الواقعة في ذات المنطقة، والمهجورة من سكانها منذ عام 2014، حيث شهدت حينها هجوم لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، مما تسبب بتشريد سكانها، وتدمير الكثير من منازلهم، وسقوط ضحايا واختطاف مواطنين.

ورغم إعلان السلطات السورية سيطرتها على كامل الجنوب السوري منتصف 2018، إلا أهالي قرية دير داما، لا زالوا مشتتين في مناطق متفرقة من المحافظة، حيث أكد أحد أيناء القرية للسويداء 24، أنهم طالبوا محافظة السويداء والجهات المعنية، إعادتهم إلى منازلهم، ولم تتم الاستجابة لمطالبهم حتى اليوم.


السويداء 24 تواصلت مع مصدر مطلع، للاستفسار عن سبب عدم التجاوب مع مطالب المواطنين في تلك المنطقة، حيث أفاد “الملف بالكامل الذي أعدته المحافظة بحصر الخسائر وتقدير الاحتياج والتكلفة على طاولة الحكومة ومن المرجح أنه أدرج ضمن ميزانية إعادة الإعمار”.

يذكر أن السويداء 24 توثق بشكل متكرر شكاوى من أهالي القرى التي شهدت عمليات عسكرية، من نقص شديد في الخدمات، وغياب التعويضات الحكومية، حيث تقع معظم هذه القرى على أطراف المحافظة، فمتى تبدأ عملية إعادة الإعمار التي تتحدث عنها الحكومة ؟!