“نحن أحرص الناس .. على تأمين رخاء ورفاهية الجبل”، برقية من رئاسة الوزراء إلى الرئاسة الروحية عام 1937 .!

حصلت السويداء 24، على صورة لبرقية مرسلة من رئاسة مجلس الوزراء في سوريا، أثناء الانتداب الفرنسي على سوريا، إلى الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين، المرحوم أحمد الهجري، جد الرئيس الروحي الحالي للطائفة في سوريا.

البرقية أرسلها شكري القوتلي، إلى الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين، الشيخ أحمد الهجري. حيث كان القوتلي حينها، مكلفاً برئاسة مجلس الوزراء، نيابة عن جميل بك مردم، الذي سافر للتفاوض مع الدولة الفرنسية، التي كانت تحتل سوريا في تلك الفترة.

ويعود تاريخ البرقية، إلى عام 1937، في الفترة التي سميت بالعهد الوطني الأول، حيث شهد تشكيل حكومة سورية جديدة، بعد الإضراب الستيني عام 1936، الذي أجبر الفرنسيين على توقيع معاهدة استقلال سوريا، واعترافهم بوحدة أراضيها، بما فيها دولة “جبل الدروز”، ودولة “جبال العلويين”، بعدما كان الانتداب الفرنسي يقسم سوريا إلى عدة دويلات.

وتوضح البرقية التي يرد فيها شكري القوتلي، على كتاب مرسل من الشيخ أحمد الهجري، مدى اهتمام الحكومة السورية أنذاك، بمحافظة السويداء، والوعود التي كانت تقدمها، لضمان الاستقرار الاقتصادي وتأمين الرخاء والرفاهية للجبل، وقضايا أخرى مذهبية وسياسية.

وجاء في مطلع البرقية “حضرة صاحب الفضيله الشيخ أحمد الهجري الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الجريل الاحترام بعد طلب الدعاة الصالح أخذت كتابكم الكريم المرسل مع معتمدكم الأمين الشيخ شريف زين”.

وتضيف البرقية “و لم يزدني علماً ما جاء فيه بما أنتم عليه من الإخلاص و الصدق و العمل لمصلحة الجبل الأشم هذه الجزء العزيز من الوطن السوري و نحن نكرر ما سبق فقلناه مراراً من أن النظام الخاص الذي منحناه للجبل سيكون مضموناً محترماً كافلاً لشؤونه الإدارية و المالية و جميع ما يعود عليه من التقدم و العمران كفالة تامة”

مكملة “و تعلمون فضيلتكم أنا كنا باشرنا في تنظيم الأعمال و مد يد المعونة الى المحافظة عندكم غير أن هذه الحوادث المفاجئة التي ألمتكم و أساءت إلى المصلحة العامة تضر كثيراً في إتمام الخطة التي كنا بدأنا بها و التي نرجوا أن نعود إلى إتمامها قريباً بعد أن سكنت الحاله بفضل مساعي المخلصين الصادقين في طليعتهم حضرتكم”.

كما تشير إلى “و أما ما يتعلق بالضرايب و رحمة الفلاح و مساعدته فإنها من الأمور التي تقوم سياسة حكومتنا عليها و سيكون هذه الأمر إلى مجلسكم الإداري الذي يقرر كلما فيه مصلحتكم التي نحن من أحرص الناس عليها و على تأمين رخاء و رفاهية الجبل”.

“ولا شك أن هذا المجلس سيستمد قوته و عمله من نياتكم الصالحة و إرشاداتكم المبرورة و انتهز هذه الفرصة لأشكركم بنوع خاص على ما ضحيتم من جهود و أوقات أصبحت دَيناً لكم في ذمة هذا الوطن لا إلى الجبل وحده”.

وفي خاتمتها جاء “و نكرر ما قلناه من أن امتيازاتكم المذهبية ستكون مضمونة جارية على التقاليد المتبعة عندكم و قد كلفنا مدير العادليه العام أن يكتب لكم مفصلاً في هذا الشأن و أن يجيبكم عن الكتاب الخاص الذي رسلتموه إلينا من ذو مدة بهذا الصدد و السلام عليكم و الرحمة و البركه
دمشق ٥ نيسان ١٩٣٧
شكري القوتلي”.

مصدر الصورة: ديوان الرئاسة الروحية.