الهند لم تفي بوعودها للطلاب السوريين، والحكومة تخلّت عنهم. ؟

تخلّت الحكومة السورية وسفارتها في الهند عن الطلاب السوريين المقبولين في المنحة الدراسية الهندية، تاركة إياهم يعانون من ظروف مادية قاهرة، دعت بعضهم للتفكير بالتخلي عن دراسته، فيما يتكلّف آخرون مبالغ مالية طائلة في سبيل الاستمرار بمنحة قيل لهم أنّها مجانية.

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن منحة دراسية مدفوعة التكاليف، قدمتها الحكومة الهندية للطلاب السوريين في منتصف العام الماضي 2019، ليسجل مئات الطلبة على المنحة المزعومة، ويدفعون تكاليف السفر وتذاكر الطيران، حيث تضمن إعلان المنحة إعفاء من الرسوم الدراسية والإقامة المجانية في السكن الجامعي، وبدل عن نفقات السفر ذاهباً وإياباً، إضافة إلى راتب شهري بمعدل 100 دولار لطلاب الدكتوراه وتقل بحسب مستويات الدراسة، و3 وجبات طعام يومية.

ولكن أحد الطلاب المقبولين في المنحة من محافظة السويداء قال للسويداء 24، أن الصدمة كانت بعد وصول الطلاب إلى جامعاتهم في الهند، حيث لم يتم منح معظمهم بدل السفر، وما زالوا ينتظرون منذ 10 أشهر أن تفي الحكومة الهندية بوعودها بصرف الرواتب للطلاب، دون أي إجابة، وأوضح المصدر، تواصلنا لعدة مرات مع السفارة السورية في الهند التي نفت علاقتها بالأمر، مطالبة إيّانا بشكر الحكومة الهندية التي منّت علينا بالمنحة، وانتظار إصدارها الرواتب، دون أي إجابة شافية أو تحرك في سبيل حماية مستقبل الطلاب من الضياع.

وأكد، أن الكثير من الطلاب يفكرون بالعودة إلى البلاد والتخلي عن المنحة لعدم قدرة ذويه على تحمل المزيد من الأعباء المادية، ولكن العودة ليست بهذه السهولة، فتكاليف العودة تفوق 924 دولار، ومعظم الطلاب لا يملكون هذا المبلغ، مضيفاً، وزارة التعليم العالي وضعت الطلاب في ورطة، ثم تنصّلت منها، نحن نعيش ظروف معيشية سيئة، والسفارة السورية واتحاد الطلبة في الهند لم يقدموا لنا أي تحسينات، بل اكتفوا برمي التهمة على روتين الإجراءات في الهند، والحكومة الهندية تخلت عن محتوى إعلان المنحة، ولا يُسمح لنا حتى بمناقشتها في ذلك “كونها تكرّمت علينا بمنحة دراسية”.

وأكمل، تلقينا وعوداً من اتحاد الطلبة في الهند بصرف الرواتب في الشهر الرابع، ولم نتلقى أي روبية “العملة الهندية” حتى اللحظة، لا نعلم إلى من سنوجه نداءنا، يجب أن تتخذ الحكومة السورية والسفارة إجراءات جدية في سبيل تمويل الطلاب، فالإعلان الذي وثقنا به وقطعنا المسافات لأجله، كان من قبل وزارة التعليم العالي، واليوم نحن نحملها المسؤولية كاملة ونطلب منها التصرّف.

هذا وكانت الجهة المسؤولة عن المنحة Study in India قد صرّحت في اجتماع لها مع مجموعة من الطلبة في بداية العام الحالي 2020، أن الجانب الهندي لن يقدم رواتب للطلبة، مما أثار السخط بين الطلاب الذين توجهوا إلى اتحاد الطلبة والسفارة السورية وكان الرد بعدم وجود أي قرار ينفي أو يؤكد ذلك.

فيما صرّح اتحاد الطلبة السوريين في الهند في شهر شباط الماضي لصحيفة الأيام، أن المنحة تتضمن مساعدات مادية تصل إلى 100 دولار شهرياً لدرجة الدكتوراه وتقل بحسب المستويات، مؤكداً أن السبب في عدم تسليم الرواتب للطلبة هو أن الميزانية الهندية يتم إعلانها في نهاية شهر آذار من كل سنة، وأن وضع الطلبة لا يزال قيد الدراسة لحين صدور الميزانية.! (ولكن الميزانية قد صدرت، ومضى على صدورها أكثر من شهرين ونصف والطلاب بلا دخل مادي حتى الآن).

أما الدكتور عقيل محفوض، مدير العلاقات الثقافية في وزارة التعليم العالي، وعد في حديثه مع الصحيفة المذكورة، بتسليم الرواتب للطلبة، ثم أردف “لا نستطيع إلا تقديم الشكر لجمهورية الهند على هذه المنحة الكبيرة للطلبة السوريين وبقية الأمور سيتم تداركها لاحقاً”.