تتعرض النساء في سوريا إلى التعنيف بأنواعه، ورغم النسب الكبيرة للمعنفات السوريات إلا أن الكثيرات يفضلن الصمت على مواجهة الواقع رغم محاولات البعض منهن إلى التوجه للمحاكم فإن عوائق كثيرة تواجههن.
ورصدت السويداء 24 قصص عديدة لمعنفات من السويداء نذكر بعضها.
لبنى في العشرين من عمرها، جميلة بوجه طفولي، الفرحة لم تسع أبويها عندما طلب يدها شاب بمواصفاة تؤهله ليكون “فارس الأحلام”.
خطبة سريعة، زفاف، وليلة تنتظرها كل فتاة..، ولكن. ؟ وأنا انتظر خطواتي الأولى في بناء أسرتي، صفعني زوجي، شدني من شعري، ركلني ثم قال “أنا مابثق بالنسوان هالقتلة وانتي مو عاملي شي منشان تعرفي اذا فكرتي تساوي شي رح اذبحك”
كنت كطفلة بين يدي جلاد لاحول لي ولاقوة، حتى متابعة دراستي أصبحت حلما مستحيلا، والراحة شيئا من الخيال فأنا خادمة في الصباح وأسيرة في الليل، وفي الأسبوع الثاني من زواجي هربت حاملة ندباتٍ أحرقت جسدي، وأذلتني، أبي منذ أن عرف مصيري قال لي “البيت بيتك بتعيشي في معززة مدللة”.
حماتي #تعنّفني.!
أما يسرى فتقول، تزوجت منذ أربع سنوات وأسكن مع زوجي ووالدته، كانت حياتي هادئة في السنة الأولى، ورفضت أن يعيش زوجي بعيدا عنها.
إلا أن قراري بالإقامة معها حوّلَ حياتي لجحيم، فأنا لم أنجب بعد، وحماتي تعيّرُني بالأمر وكأن ذلك بيدي، “عبدورلك على عروس، لو فيها خير كانت حبلت” وكلامٌ أدمى قلبي.
أسألها دائما لو كنتُ ابنتُك فهل ستقبلين ايذائي ومعايرتي بعقمي.؟ لو كان ابنك عقيما، فهل ستقبلين بأن أتزوج وأتركه.؟ فأرجوك أن تكفي عن ذلك.
زوجي #يضربني #أمام #أطفالي.!
معاناة عبير بإهانة أطفالها لها تفوق ماتتعرض له من الضرب من قبل زوجها، حسب قولها، أن يضرب الزوج زوجته قد تتحمل أوجاعه، أما أن يهددك أطفالك بالضرب فهذا ما لاطاقة لي به.
فزوجي اعتاد ضربي على أتفه الأسباب إن كان جائعا او عطشا، إن كان متعبا أو كان غاضبا.
بداية الأمر كنت اذهب الى منزل أهلي إلا أنهم رفضوا بإصرار طلاقي فالمطلقة كوصمة عار بالنسبة لهم.
وتكمل عبير، عندما أوبخ أطفالي على عمل خاطئ قاموا به، لايأبهون لكلامي بل على العكس يهددوني “بس يجي بابا بدي قلو يضربك”.
رغم #التعنيففلامراكز #للمعنفات #في_السويداء.!
وفي حديث مع أمل “مهتمة بقضايا المرأة في السويداء” أوضحت، أن أشكال العنف، جسدي، اجتماعي ، اقتصادي، لفظي، وترى أمل أن المعنفات لا تتجهن إلى المحاكم إلا بنسب قليلة، خوفا من المجتمع اضافة لانعدام الثقة بالقضاء.
وأردفت أمل أن مايزيد الأمر سوءاً عدم وجود مراكز للمعنفات في السويداء، ورغم ذلك فالمجتمع المدني اليوم أكثر فاعلية بهذا الصدد من ناحية التوعية الإلكترونية وعلى صعيد الورش والجلسات التوعوية المباشرة.
وتستدرك أمل أن دور المجتمع المدني لايرتقي للمطلوب، فهي لا تعتقد بوجود شيء فاعل حقيقي يقدم الدعم المادي المطلوب أو الدعم من خلال حلول واضحة للمعنفات أو حماية حقيقية تلجأ إليها المعنفات.
وتوضح بأنه أحيانا يكون تأثير المجتمع المدني عكسي، فهو يقدم توعية ونظريات مجردة، دون النظر لخصوصية مجتمعاتنا وسياقها التاريخي المجتمعي الديني العشائري الاقتصادي فيكون المفعول عكسي مجرد القاء الضوء على قضية التعنيف دون ربطها بالسياق لإيجاد حلول، لذلك فدور المجتمع المدني يكون اكثر فاعلية اذا توازى مع متطلبات المرأة وفقا لخصوصية المجتمع، وتوازيا مع تطبيق للقانون.
المعنفاتأمامالمحاكم
في حديث للسويداء 24 مع المحامية رشا حول توجه المعنفات إلى المحاكم أوضحت، تواجه المعنفات ضغوطا اجتماعية ونفسية وتربوية تعيقها عن تحصيل حقوقها ومحاسبة المعنِّف.
وتتابع رشا، نستقبل شهريا معنفات في المحاكم وغالبية الحالات عن العنف الزوجي، ولايوجد إحصائية دقيقة عن عدد الحالات.
مردفة أن التربية العنفية في السويداء وإعطاء السلطة للرجل شجعهم على فرض هذه السلطة على المرأة بالقوة، ومايزيد الأمر سوءا هو محاولة المحكمين حل الأمر عشائريا بين الزوجين إضافة لضغوط الأهل والأقارب على المرأة المعنفة لاسقاط حقها الشخصي او التنازل عن الدعوة بحجة “المرأة مالها غير زوجا “