“حزب الله” يصب الزيت على النار في منطقة متوترة جنوب غرب السويداء!

حصلت السويداء 24، على معلومات خاصة من مصادر موثوقة تكشف عن نشاطات مشبوهة “لحزب الله” اللبناني، في منطقة تشهد توتراً بين فصائل مسلحة متعددة الولاءات، جنوب غرب محافظة السويداء، خلال الأسابيع الماضية.

دعم لوجستي من حزب الله للدفاع الوطني !

وأكد مصدر خاص للسويداء 24، أن “حزب الله” قدم دعماً لوجستياً لفصيل “الدفاع الوطني” في محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية، من أسلحة متنوعة، وأنظمة اتصالات، تزامناً مع تعزيز “الدفاع الوطني” نقاطاً له في قرى تشهد توتراً مع مسلحي “الفيلق الخامس” المدعوم من “روسيا”.

وأوضح المصدر أن “حزب الله” أرسل شخصين على الأقل من كوادره الملقبين “حجاج”، للتنسيق مع “الدفاع الوطني” بالسويداء، أحدهما اسمه الحركي “أبو جعفر” والأخر “الكميت”، وقد اجتمعا مع قادة “مركز السويداء”، وتجولا برفقتهم في عدة مواقع بالريف الشرقي للمحافظة والريف الغربي.

لافتاً إلى أنه في أواخر شهر حزيران/يونيو الفائت، تجول قادة من فصيل “الدفاع الوطني” في بعض القرى بريف السويداء الشرقي، برفقة “الحجاج” بغية دراسة إمكانية تثبيت نقاط جديدة للفصيل في المنطقة على تخوم البادية، وفق ما أبلغوا بعض الأهالي، إلا أنهم لم يثبتوا أي نقطة جديدة في الريف الشرقي حتى اليوم.

وأشار إلى أن “حزب الله” أرسل إلى مقر مركز الدفاع الوطني 3 سيارات الأسبوع الماضي، تحمل أنظمة اتصالات “راشادات”، مجهزة بمعدات تنصت لمراقبة الاتصالات السلكية واللاسلكية في نطاق جغرافي معين، وتحديد المواقع والإحداثيات، واعتراض الاتصالات والتشويش.

سباق على التسلح في منطقة متوترة

أكدت عدة مصادر محلية للسويداء 24، أن فصيل “الدفاع الوطني” وزع في الأسابيع الماضية، أكثر من 150 بندقية “كلاشنكوف” على الأهالي في بعض القرى جنوب غرب “السويداء”، من بينها “القريا” و”المجيمر” و”رساس”، وذلك تحت بند التسليح الذاتي بعد حصوله على دعم من “الحزب”. كما عزز الفصيل المنطقة بأسلحة متوسطة ومدافع هاون.

وتحدثت المصادر عن وجود إقبال على التسلح من المواطنين في هذه القرى، التي تجاور مناطق نفوذ “اللواء الثامن” التابع “للفيلق الخامس” والمدعوم من “روسيا” في ريف درعا الجنوبي الشرقي، والذي افتعل اشتباكات مع مسلحين محليين من بلدة القريا أواخر أذار الفائت، وارتكب مجزرة راح ضحيتها 15 شخصاً في أراضي بلدتهم، بذريعة حوادث الخطف.

حيث أشار أحد أهالي “القريا” للسويداء 24، إلى أن البلدة شهدت اعتداءات متكررة من مسلحي “أحمد العودة” منذ أذار/مارس الفائت، مما أدى لتوتر الأوضاع في جنوب غرب السويداء إلى درجة غير مسبوقة، لافتاً إلى أن التوتر وخشية الأهالي من اعتداءات جديدة من طرف “الفيلق”، دفع العشرات منهم للتسلح سواء عن طريق شراء السلاح أو الحصول عليه عبر “الدفاع الوطني” أو أي فصائل أخرى.

تخريج دورة عسكرية للدفاع الوطني

تنتشر نقاط لفصيل “الدفاع الوطني” في معظم مناطق محافظة السويداء منذ عام 2013، وتتولى مهام حماية القرى الحدودية، ومؤازرة الجيش السوري، ويقسم الفصيل انتشاره إلى قطاعات، من بينها “القطاع التاسع” المنتشر في بلدة القريا وما حولها منذ سنوات، وقد عزز الفصيل هذا القطاع تحديداً بعد حالة التوتر التي شهدتها المنطقة مؤخراً.

مصدر مقرب من “الدفاع الوطني”، أكد تلقي الفصيل دعماً لوجستياً من “حزب الله”، لكنه رفض التعليق بتفاصيل أكثر عن طبيعة تعاونهم مع الحزب المصنف على لوائح الإرهاب في الكثير من دول العالم، حيث لفت المصدر إلى أن الفصيل تلقى الدعم لتعزيز قدراته الدفاعية والتصدي لأي اعتداءات جديدة من مسلحي “العودة”.

وأشار المصدر إلى أن فصيل “الدفاع الوطني” في السويداء، ينوي تخريج دفعة جديدة من العناصر، بعدما خضعت لتدريبات عسكرية وتزودت بالأسلحة، مؤكداً أن جميع العناصر من أبناء المحافظة، حيث سيجري الفصيل عرضاً عسكرياً للدفعة بحضور فصائل محلية بالسويداء، يوم الجمعة 7/8/2020، حيث يأتي ذلك بعد أسبوعين على تخريج “الفيلق الخامس” في درعا دفعة جديدة من المنتسبين الجدد له.

حزب الله يستغل التوتر بين درعا والسويداء

قال أحد قادة الفصائل المحلية بمحافظة السويداء، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح للسويداء 24، إن “حزب الله” أحد أبرز الأذرع الإيرانية في سوريا، استغل حالة التوتر جنوب غرب السويداء، في محاولة لتأجيج الخلافات بين الفصائل المحلية التي تضم شريحة واسعة أبناء السويداء من جهة، و”الفيلق الخامس” الذي يضم شريحة من أبناء درعا والمدعوم من روسيا من جهة أخرى.

محذراً من مغبة الانجرار وراء أي أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الأوضاع في الجنوب وإثارة فتنة بين المكونات السورية، إذ أوضح “حزب الله يسعى لتصفية حساباته مع أحمد العودة ومسلحي التسوية المدعومين من روسيا، الذين طردوا الحزب من مدينة بصرى الشام عام 2015، وذلك عن طريق خلق نزاعات جديدة بينهم وبين فصائل السويداء، قد تتطور إلى صراعات مذهبية تنهك الطرفين”.

وأضاف أن السويداء بقيت على الحياد طيلة سنوات الحرب، لأنها كانت بعيدة عن الأجندات الخارجية، على حد قوله “ولن نسمح بأي تواجد لجهات مشبوهة كحزب الله أو غيره داخل حدود الجبل، فالجبهة مع “اسرائيل” ليست في درعا ولا في السويداء، وإذا كانت هناك خلافات مع “أحمد العودة”، فهذا لا يعني أن نسمح بتواجد خصم أخر لا يختلف إجراماً عنه” في إشارة إلى “حزب الله”.