أولياء الدم من دار عرى: لا مفاوضات ولا حلول قبل انسحاب الفيلق الخامس من أراضي القريّا .!

اجتمع العشرات من أهالي السويداء بدار الأمارة في عرى، للتباحث في التوتر القائم مع الفيلق الخامس جنوب غرب المحافظة، في ظل تمادي الأخير بعدم الانسحاب من أراضي القريّا.


وقال مراسل السويداء 24، إن اجتماعاً عُقد في دار الأمارة ببلدة عرى جنوب غرب السويداء، بدعوة من الأمير لؤي الأطرش، اليوم الأحد 25/10/2020، للتباحث بشأن الأحداث التي شهدتها بلدة القريّا مؤخراً، والعمل على توحيد الجهود والموقف

وأضاف المراسل أن أولياء الدم من أهالي ضحايا اشتباكات 29 أيلول/سبتمبر حضروا الاجتماع، الذي استمر حوالي ساعتين، بالإضافة إلى لجنة من أهالي بلدة القريّا، وممثلين عن حركة رجال الكرامة التي تعد أبز التشكيلات المحلية العسكرية على ساحة المحافظة.

وأوضح المراسل أن الحاضرين من أهالي المحافظة قرروا بالإجماع عدم عقد أي مفاوضات أو تشكيل أي لجان للتفاوض، أو الحديث عن الصلح، قبل انسحاب مسلحي الفيلق الخامس من أراضي بلدة القريّا، مؤكدين أن الدماء التي بذلت كانت في سبيل استعادة الأرض، وأنه لا مساومة على “دماء الشهداء”.

كما أكد الحضور أن الخلاف ليس مع أهالي درعا الذين تربطهم علاقات تاريخية بأهالي السويداء، إنما الخصم هو كل من يتعدى على المحافظة وأهلها، مشددين على أن قائد مسلحي “اللواء الثامن” التابع للفيلق الخامس، المدعو “أحمد العودة” هو المسؤول عن تفاقم النزاع، وكل من يقف خلفه في التمادي وعدم الانسحاب من أراضي القريّا.

وأشار إلى أن الحاضرين فوضوا الأمير “لؤي الاطرش” للتباحث مع أي جهة من درعا تتواصل بغية إنهاء حالة التوتر وانسحاب مسلحي الفيلق الخامس من أراضي القريّا، بالإضافة إلى تفويض الأمير بتشكيل لجنة من أهالي القريا وأهالي الشهداء في حال انسحاب الفيلق.

واندلعت اشتباكات أواخر شهر أيلول/سبتمبر الفائت، بين فصائل السويداء المحلية من جهة، والفيلق الخامس من جهة أخرى، راح ضحيتها 17 مواطناً من السويداء وعشرات الجرحى، إثر محاولة الفصائل استرداد الأراضي التي توغل الفيلق فيها منذ أذار/مارس الماضي، بعد نشوب مواجهات في المنطقة، كما سقطت خسائر بشرية في صفوف الفيلق.

ورغم تقديم مسؤولين من السلطات السورية وعوداً بانسحاب الفيلق الخامس الذي يتبع للجيش السوري والمدعوم من روسيا، من أراضي بلدة القريّا، وأن تحل فرقة أخرى من الجيش السوري مكانه، إلا أن السلطات السورية اكتفت بتعزيز مواقعها في المنطقة، دون نشر أي نقاط جديدة، حيث لا تزال نقاط الفيلق منتشرة بعمق 3 كم ضمن أراضي القريّا، وفق ما أكدت مصادر محلية.

وعلمت السويداء 24 عن حصول لقاءات بين شخصيات من درعا والسويداء، خلال الأسابيع الماضية، تم خلالها بحث الحلول الممكنة لتفادي نشوب أي نزاع جديد في المنطقة، أحدها كان في بلدة “بصر الحرير”، واجتماع أخر في مدينة “بصرى الشام”، فضلاً عن حصول مفاوضات غير مباشرة بين شخصيات من السويداء، ومتزعمي الفيلق الخامس.

إلا أن هذه الاجتماعات والمفاوضات لم تحقق أي نتائج تذكر، حيث تصر الجهات الفاعلة في محافظة السويداء على مسألة انسحاب مسلحي “الفيلق الخامس” من أراضي القريّا، قبل الحديث عن أي حلول، فيما قدم “أحمد العودة” وعوداً لشخصيات من السويداء بالانسحاب من الأراضي بشروط، اعتبرتها الجهات الفاعلة ذرائعاً لخلق نزاعات جديدة في المنطقة وابقائها في حالة توتر.