الوالي “خطار” يعين الوزير “حمار” .!

زاوية ساخرة _ قبل 100 عام ضربت ولاية الشام مجاعة، واشتكى الناس من قلة الزراعة، ومن الحليب ما يكفي للرضاعة. وما كان أحد لديه الشجاعة، ليقابل الوالي، ويروي له ما حلّ بالشعب من فظاعة. ولجبنهم وخوفهم قرر الوالي “خطار”، تعيين “حمار” وزيراُ وحكيماً للديار، فضج بلاط القصر بهذا القرار، كيف للوالي ان يعين “حمار”. فتشاور حاكم الشرطة مع قائد جيش الولاية، بقرار الوالي الاشبه بالدعابة. فدعوا لمنزلهم أصحاب الشأن في الولاية، ليتناقشوا بأمر الوالي.

وصاح قائد الجيش: ما باليد حيلة لنغير القرار، فقد بدل الوالي الوزير بالحمار. وأنه ليس من الحكمة السباحة عكس التيار، فالوالي وقع في حب “حمار”، وأضف أنه لابد من الصبر بانتظار الفرج، فليس على “المكولك” حرج.

وقف رئيس الشرطة، ليخبرهم عن ما تعلمه بكلية الشرطة، بالصبر على رئيس الحكم والسلطة.

ورد مدير قصر الوالي وقال إنه من بديهيات السياسة التغزل بولاة الحكم والساسة.

واتفقوا على الرضوخ للوالي ولوزيره “حمار”، وأنه ما رح يصير أكتر مما صار. وأن من الضروري الخضوع لمجنون السلطة، لأنه لوحده سوف ينهار، فكيف يحكم من كلف بالوزارة حمار.

فأسرعوا إلى لقاء الوالي، وبدئوا بمدح سلطانه الذي بلغ الأعالي، واثنوا عليه بحكمته باختيار الوزير الغالي. ليبدأ الاجتماع، ويسأل الوالي مجلسه برئاسة الوزير، عن رأيه في تراجع مخزون القمح والشعير، وفراغ الخزينة بعد أن استنزفها ابنه الأمير. واقترح الوالي على الوزير، زيادة الضرائب على الشعب الفقير، الذي خسر في المجاعة الكثير، فهز الحمار رأسه. فأمر الوالي بزيادة الضرائب، ومن لا يدفع يُضرب بالرصاص الصائب.

فذاع فرمان الوالي باسم الوزير، واستنكر الشعب قراره الخطير، فكيف للحمار أن يدير الولاية، او أن يتغلب المجاعة ويرفع عن الشعب ما حصل من فظاعة، حتى بدأ الشعب يشتم الحمار، ولقصر الوالي أرسلوا الأخبار، بأن قرارات الوزير ضيعت البلاد، وزيادة ضرائبه جوعت العباد.

ولما سمعت زوجة الوالي بالخبر، سألت “خطار” بالأمر، فقال لها: بعد أن ضاعت البلاد وزاد الفساد، عينت الحمار لإلهاء العباد. والأن من قرارته سوف يسخرون، وعلى تجويعهم سوف يغضبون، فأعطيهم جزء قليلاً مما سرقت، فلمكرمتي يشكرون، وبأخلاقي يمدحون، كونهم يظنون بأننا عن قرارات الوزير غائبون، فعندما أقيله بقراري يفرحون، وهكذا نبقى على حكم البلاد قائمون.