انسحب عناصر اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس من أراضي بلدة القريّا، بعد توتر شهدته المنطقة طيلة الأشهر الماضية، وتراكم أحداث واشتباكات.
وقال مصدر مطلع للسويداء 24، إن اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس أخلى اليوم معظم نقاطه، التي كان قد نصبها في أراضي القريّا خلال الأشهر الماضية، وستتوجه جرافات من السويداء غداً الثلاثاء، لمسح السواتر من المنطقة، تنفيذاً لأول بنود الاتفاق بين وجهاء درعا والسويداء، والتي تنهي حالة التوتر في المنطقة.
وأضاف المصدر أن وجهاء محافظة درعا لم يضعوا شروطاً لانسحاب الفيلق من أراضي بلدة القريّا، إنما تعد الخطوة بادرة حسن نية ستتبعها خطوات أخرى في الأيام القادمة لإنهاء النزاع في المنطقة، من بينها بحث عقد صلح عشائري بين القريا وبصرى الشام، حيث أكد أن قضية الصلح العشائري لم تقرر بعد.
كما لفت إلى أن المنطقة التي انسحب منها اللواء الثامن، سيتم إنشاء نقطة مراقبة واحدة لفصائل بلدة القريّا فيها، تقابلها نقطة مراقبة للواء الثامن ضمن أراضي بصرى الشام، حيث تم الاتفاق على التنسيق بين الجانبين في الأسابيع الأولى عبر السيد “عماد العقباني”، لضمان عدم حصول أي خطأ.
وشدد المصدر على أن المنطقة التي انسحب منها الفيلق الخامس لم تكن تحوي أي نقاط عسكرية للجيش السوري أو لأهالي القريّا أو لأي طرف أخر، قبل أن يتوغل الفيلق فيها، وينصب نقاطاً منذ أواخر أذار/مارس الفائت، بعد اشتباكات اندلعت في المنطقة بينه وبين فصائل القريّا، على إثر مقتل مدني من القريّا أثناء محاولة خطفه، وما سبقها من اختطاف مدنيين من بصرى الشام.
وأكد الأمير لؤي الأطرش للسويداء 24، أن انسحاب اللواء الثامن من أراضي بلدة القريا، جاء بعد سلسلة لقاءات واجتماعات جرت في محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية، أبرزها اجتماع أولياء الدم في دار “عرى” تاريخ 25/10/2020، من أهالي “الشهداء” الذين ارتقوا في الاشتباكات التي وقعت في المنطقة.
موضحاً أنه تم تشكيل لجنة تمثل أولياء الدم وأهالي بلدة القريا مطلع الشهر الجاري، بعد أن أعلن وجهاء مدينة بصرى الشام عن نية اللواء الثامن الانسحاب من أراضي القريا، وحُددت مهمة اللجنة بالإشراف على استلام الأراضي أولاً، على أن تعقد لقاءات مع وجهاء محافظة درعا للتباحث في بعض القضايا العالقة.
وأشار الأطرش إلى أن الشيخ “أبو ثائر عوض المقداد” من مدينة بصرى الشام، تواصل معه قبل أيام، واتفقا على تحديد موعد الانسحاب من أراضي القريّا اليوم الأحد، كخطوة أولى لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، مضيفاً “سيتم عقد اجتماع جديد مع وجهاء درعا خلال يومين، وانسحاب الفيلق اليوم ليس إلا خطوة أولى لوأد الفتنة بين الجيران، وإعادة الأرض لأصحابها، التي بذل العشرات من أبناء الجبل دمائهم في سبيلها”.
وكانت المنطقة قد شهدت اشتباكات دامية أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، عندما هاجمت فصائل محلية من السويداء نقاط الفيلق الخامس في أراضي بلدة القريّا، في محاولة لاستعادة الأراضي بعدما مُنع المزارعين من الوصول لها، حيث سقط على إثر الاشتباكات عشرات الضحايا والجرحى من الجانبين.
يذكر أن النزاع الذي حصل في المنطقة تدخلت فيه أطراف عديدة دولية واقليمية من بينها روسيا، وفشلت في إيجاد أي حلول، فيما اكتفت السلطة السورية بالمراقبة، كما طالت اتهامات لأطراف مدعومة من إيران باستغلال التوتر الحاصل في المنطقة وتأجيجه، لكن وعي أهل حوران سهلاً وجبلاً حال دون تفاقم الأوضاع، وانتهى إلى حلول بجهود محلية.