تعاني شرائح وظيفية مختلفة في السويداء من التنمر اللفظي المستمر على طبيعة عملهم، فيما يقع آخرون ضحية للتنمر في عملهم بمايسمى “التنمّر الوظيفي”.!
واستنكر أحد بائعي الخضار في السويداء خلال تدوينة له على موقع فيسبوك، قيام أحد الإعلاميين من السويداء بإهانة مهنة بائع الخضار أثناء الرد على أحد متابعيه المنتقدين لمصداقية خبر طبي كان قد نشره، فقال متحدثاً عن مصدره “الي نشرها دكتور وليس بياع خضار في السوق”.
معتبراً، أن حديث الإعلامي جاء في سياق السخرية من مهنة شريحة باعة الخضار والتقليل من شأنهم، داعياً إياه للالتزام بالمهنية الإعلامية، ومؤكداً أن عدم معرفة بائع الخضار بالمعلومات الطبية لا تخوّل لأحد أن التقليل من شأنه وجعله مضرباً للمثل.
ولم تكن تلك المهنة الوحيدة التي تعاني من التنمر في السويداء، فقال أحد عمال النظافة للسويداء 24، أنه يتعرّض للتنمر يومياً منذ بداية استلامه لعمله.
حيث واجه كلاماً جارحاً من كثيرين، لقّبوا عامل النظافة بكلمة “زبّال” ووضعوا عليه الأمثلة والأقاويل ليصبح عمله مثالاً للفشل تارة وللغباء تارةً أخرى فإذا غضبوا من فشل أحد قالوا “آخرتوا زبال”.
مضيفاً، أن تلك الأحاديث كلها لم تكن لتثنيه عن عمله، إلّا أن نظرة الأطفال المتكبرة لابنته في المدرسة على أنها “ابنة الزبال” وعودتها باكية في كل مرة يسألها أحدهم عن عمل والدها ثم يرمي كلمات أو نظرات قاسية لها، جعلته يفكّر بتغيير مهنته .!
فيما قالت سيدة، تعمل خادمة في المنازل، إن بعض الأشخاص يهينها أثناء القيام بعملها، بينما يستهزء بها البعض الآخر وخصوصا إن كان لديهم ضيوف، “بمجرد أن يأتيهم ضيوف وانا أعمل، يبدؤون بالمزاح الثقيل ومحاولة إحراجي، بينما يتمادى بعضهم بجعل أطفالهم يوبخوني ليضحكوا بعدها بينما يحترق قلبي”
ووجهت السيدة رسالة للمجتمع قائلة؛ إنّ العلة لا تكمن في المهن الشريفة التي تتعرض للتنمر، إنما العلّة في نفوس المتنمّرين، لن أتراجع عن العمل في مهنتي بل ساستمر بها واكافح لتربية أطفالي أفضل تربية. “
وفي حديث للسويداء 24 مع باحث في قضايا التنمّر قال؛ “التنمّر الوظيفي، إنه ميل الفرد أو المجموعة للعدوانية ضد زميل العمل أو حتى مديره او المرؤوسين.
لافتاً أن هذا النوع من التنمّر يمكن أن يكون لفظيّاً، أو غير لفظي، أو نفسي، وقد يصل إلى الاعتداء الجسدي والإذلال والإشاعات.
ونصح الباحث ضحايا التنمر بالحفاظ على قوتهم، وعدم إظهار علامات الانزعاج أمام المتنمّر، والابتعاد عنه وعدم التعامل معه، منوّها إلى عدم القبول بالتنمر وعدم الضحك للمتنمر، إضافة لطلب العون من المدير والزملاء والابتعاد عن الإنتقام.
الجدير بالذكر أن التنمر يعتبر آفة مجتمعية يجب محاربتها في السويداء وتعاني منها شرائح واسعة من المجتمع ولا سيما فئة الأطفال والمراهقين، كما تشمل عدة جوانب من الحياة وتؤدي إلى الحط من عزيمة الأفراد والتأثير السلبي على تقدم المجتمع.