مواطن من السويداء باع سيارته فاعتقل بسببها بعد سنتين ونصف!!

“ولدت من جديد فقد غادرت الزنزانة 251 في فرع أمن الدولة بدمشق” كلمات نطقها مواطن من السويداء اختزلت معاناته، لا بل اختزلت معاناة شعب بأكمله.

لم يعلم “م. عزي” أن زيارة روتينية إلى فرع مرور السويداء تستغرق دقائق لتجديد شهادة سواقته ستستمر أيام وليال في زنزانة فرع أمني ذات الصيت السيء على مستوى العالم!!

يقول “عزي” وصلت إلى فرع المرور “ضربوا اسمي عالكمبيوتر (فيشوا) أحد الموظفين يطمئنني
إجراء روتيني لاتخاف لحظات مرت، حركة مريبة لعناصر الفرع تنتهي بتطويقي.!

لم أعلم السبب ولم أعي ماحصل!
فلحظة واحدة كفيلة لأن أصبح رهن التوقيف!! مرت أقل من ساعة حتى أتى عناصر من فرع أمن الدولة بالسويداء مدججين بالسلاح اقتادوني الى الفرع وبعد وقت من الزمن في الفرع قاموا بتحويلي الى دمشق فرع أَمن الدولة ذات الرقم 251.

أفكار تراودني، أطفالي لن أراهم ثانية، زوجتي لماذا لم أخبرها؟ وكيف ساخبرها وأنا مقيد كالمجرمين! يارب العرش انقذني فأنا براء من الإرهاب والإرهابيين ولا أعلم بالسياسة إلا الحزب الحاكم.. هل أخبر سجاني بأني انتخب السيد الرئيس! أم أخبره بأني لا أفقه في شؤون الحكم إلا إدارة منزلي وتربية أولادي!!

مر إسبوع، في زنزانة وضعوني أنام جنبا إلى جنب مع أبو عتادة وأبو قتادة وأبو البراء، وفي الناحية الأخرى شاب وضع لايك لمنشور معارض فكتب فيه تقرير!!
إلى يساري ثلاثيني لم يقف على الحاجز، خليط فيه المسلح وفيه يلي مشارك صورة عالفيس.!؟

“م. عزي” نعم إنهم ينادوني، لا بد أنهم علموا بخطئهم وسيخرجوني، سأسامحهم نعم المهم لدى أن أرى أطفالي وان كانت رؤيتهم تعادل اشتياقي لرؤية السماء.

اجبتهم “حاضر” دور وجهك عالحيط، قطعة قماش تغلق عيني، تعود الرهبة، يدا تدفعني أخاف أن اصطدم بشيء، صوت سجاني يصلني كالسياط، مشي بسرعة ويمسك كتفي ويدفعني.

اسمك “ك. عزي” أي سيدي وعندها علمت أني في غرفة التحقيق, سألوني عن سيارة كنت أملكها جاوبته مسرعا “سيدي انا بعتها لمكتب سيارات في بلدة الرحى منذ سنتين ونصف،عن طريق عقد نظامي ووكالة نظامية.

يسكت المحقق قليلا سيارتك كانت تنقل سلاح للإرهابيين! اجاوبه مسرعا والله ياسيدي معي عقد البيع والوكالة، فسألني عن أشخاص لم اعرفهم وعلمت لاحقا أنهم متورطين في تجارة السلاح حسب قول المحقق! انتهى الاستجواب علم اخيرا بعد التأكد من العقد الوكالة أنني بريء.

رجعوا عالزنزانة قالها بصوت عال، وقلت في نفسي “ماعندي شي بالزنزانة طالعني عبيتي ياسيدي!” مابقلك تقول ياسيدي، بس انت عارف انك لازم تقول سيدي…

اثبت براءته، لكنه! قضى بعدها عشرة أيام في الزنزانة وفي اليوم السابع عشر من التوقيف افرجوا عن “عزي” ولكن رائحة زنزانته لم تعتقه، وأصوات المساجين لن تفارقه، “أقلها في الوقت الحالي”

عاد” عزي” إلى منزله، قبّل أطفاله واحتضن زوجته، لكن البقية لم يغادروا ظلام المعتقل، رأى السماء لكن الكثيرون رأوا تربة القبور، ليبقى التساؤل في ذهن العديد “هل العقلية الأمنية وتجاوز القانون في اعتقالات تعسفية تلاحق الشباب السوري ستستمر بعد حرب دامت سبع سنوات؟؟