نحن نعلم أن وجودكم في سوريا هو لمصالح روسيا الاقتصادية بالدرجة الأولى ولزيادة مكاسبها السياسية، وهناك البعض من السوريين يساعدكم على تحقيق مصالحكم ولو كانت على حساب السوريين.
ولكن لا نعلم من أين جاءتكم فكرة التسوية التي تريدون طرحها، هل بحثتم في أسباب رفض آلاف الشباب في السويداء للخدمة بالجيش ؟
في البداية لن ينسى أهالي السويداء هجوم تنظيم داعش الإرهابي الذي حصل بعد نقل مقاتلي داعش من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء منتصف عام 2018، وما زال السكان يتذكرون كيف انسحبت وحدات الجيش السوري من البادية قبل شهر واحد من هجوم التنظيم على السويداء.
كما أن هناك انقسام بين السوريين عامة وأبناء السويداء خاصة حول دور مؤسسة الجيش التي من المفترض أن تكون مهمتها حماية الوطن والمواطن، لكن الكثير من السوريين لم يعد يراها مؤسسة لحماية الوطن، بل لحماية أفراد معينين بالسلطة وزيادة نفوذهم وأموالهم.
فكيف للمواطنين أن يثقوا بالجيش الذي لم يكن موجوداً لحمايتهم من داعش، ولماذا عليهم ان يتركوا مدنهم وقراهم دون حماية. ليدفعوا الرشاوي كي يحصلوا على إجازة أو زيادة في البطاطا والخبز ؟
هل سمعتم آلاف الرسائل على صفحات التواصل الاجتماعي التي تتحدث عن الفساد القديم الجديد في هذه المؤسسة، هل سمعتم عن مصطلح التفييش؟
هل رأيتم كيف يعامل الجندي السوري باحتقار من قبل قادته وكيف يترك ليموت وحيداً كما حدث في مطار الطبقة بعد هجوم داعش، حيث هرب الضباط وتركوا الجنود ليلقوا مصيرهم.
هل تعلمون أن عشرات آلاف الشباب لم يتسرحوا من الخدمة منذ 10 سنوات وهم أمام خيارات سيئة، اما فناء عمرهم في الخدمة دون أي مقابل، أو الموت، أو الفرار من الخدمة وعدم الالتحاق فيها.
هل رأيتم خلال زيارتكم إلى السويداء آلاف الشباب العاطلين عن العمل؟
هذه الرسالة اكتبها بكل صراحة، نعم ليس لدينا ثقة بالمؤسسة العسكرية ولا القائمين عليها، لن يترك شباب السويداء مدنهم وقراهم لهجوم دموي جديد، أكثر ما سوف يفعله المسؤولون في حال وقوع ذلك هو مؤتمر صحفي واطلاق الاتهامات عن من دعم المهاجمين بدل أن يمنعوا الهجوم من الحصول.
الكثير من شباب السويداء يرفضون الخدمة في الجيش حالياً، وهم لا يريدون أن يكونوا وقود حرب ليست حربهم.
التاريخ يشهد لأهالي السويداء بقتالهم من أجل كل سوريا وحريتها، وقد تربينا على حب الوطن، الا ان الحرب الحالية ليست لحرية الوطن، وعندما تصبح حرب تحرير الوطن لن ينتظر شباب السويداء اي تسوية بل سوف يكونوا على الجبهات قبل اي دعوة من احد.