ربّات المنازل “سيدات بلا عمل” يؤدين أعمالاً شاقة.!

يُهمِّش البعض دور ربّات المنازل في بناء المجتمع، حيث تُعاني كثيرات في السويداء من انعدام التقدير لأعمالهنّ المنزلية واعتبارهن “عاطلات عن العمل”.

وتقول أم كنان في حديثها للسويداء 24، إنّها “تستيقظ قبل الجميع لإعداد الفطور وتجهيز الشطائر للأطفال، ثم تلبية طلبات الأسرة قبل أن تشرع بالتنظيف والطبخ والجلي والغسيل…وباقي الأعمال المنزلية الأخرى”.

وتضيف، أنّ كل أفراد أسرتها معتمدون عليها في تأدية الأعمال المنزلية، بينما يذهب كلٌ إلى عمله، تبقى هي في دوامة روتينها اليومي من الأعمال المنزلية، حيث تخشى على نفسها من المرض حتى لا تضطر للإخلال بعملها فتتعقّد أمور باقي أفراد العائلة.

فيما أكدت أم هند للسويداء 24، أنّها تقضي معظم ساعات النهار في تأدية الأعمال المنزلية وخدمة أسرتها، بينما تتمنى الحصول على وظيفة، حيث أنّها لا تشعر بتقدير المحيط لعملها كربّة أسرة كونها غير مُنتجة مادياً.

المجتمع يصف ربّات المنازل بـ”المُتفرّغات”.!

وقال أحد الأخصائيين الاجتماعيين للسويداء 24، إنّ التقدير الاجتماعي لربات المنازل لا يضاهي حجم الأعمال اللاتي يؤدينها، وبالرغم من ضرورة تشجيع المرأة على العمل، إلّا أن ذلك لا يعني الحَط من معنويات النساء المُنشغلات بالاعتناء بأسرهن، وتصويرهن على أنّهن “متفرغات وبلا عمل” كما يفعل البعض أثناء مقارنته المرأة العاملة خارج المنزل مع ربّة المنزل.

مردفاً، أنّ البعض يحكم على المكانة الاجتماعية للمرأة بحسب إنتاجها المادي، إلّا أن ذلك يُعتبر أحد أساليب التعنيف والتحقير لربّة البيت التي تُقدم خدمات غير مأجورة لأسرتها، ما يترك أثراً سلبياً على حياتها ويُنهك راحتها النفسية ويجعل بعضهنّ يشعرن بالدونيّة وعدم التقدير للذات.

الحالة النفسية لربّات المنازل تنعكس على الأسرة ككل.!

بينما بيّن أحد الأخصائيين النفسيين للسويداء 24، أنّه يجب تعزيز الصورة الذاتية لربّة المنزل، فالحالة النفسية للأم تنعكس بشكل كبير على تصرفاتها ومن ثم على الأطفال، فلا يُمكن التقليل من شأن ربّة البيت وانتظار ردود فعل إيجابية منها.

موضحاً، أنّ كثير من ربّات المنازل تفتقر للإحساس بتقدير الذات وذلك ناجم عن تبجيل المحيط للمرأة المُنتجة اقتصادياً وافتقارها لذلك، سيّما وأن بعض النساء لا يملكن القرار للتصرّف بالأموال ضمن المنزل مما يجعلهنّ يشعرن بالتبعية الدائمة للرجل.

خاتماً، أن عمل ربّات المنازل لا يقل أهمية عن أي عمل آخر، بل يجدر شكرهن على المجهود الإضافي المُقدم من قبلهن، كما يجب استهدافهن بنشاطات لتحفيزهن على الانخراط بالمجتمع بشكل أكبر، وتنمية ثقافتهن في المجالات التي يملن لمعرفة المزيد عنها.

ومن العجيب أن ينسى المجتمع دور التي ربّت وأطعمت وغسلت وسهرت على راحته! تلك السيدة التي لا يُحتفل بأعمالها إلّا بعيد الأم، ثم يعود الكثيرون لتهميشها، وعجباً ألّا يُقال لها شكراً لدورها المهم في بناء المجتمع مع مطلع كل شمس.!