فقرة تثقيف صحي
يتعرض كثير من الأطفال للتنمر والتعنيف الأسري اللفظي والجسدي، نتيجة معاناتهم من مشكلة التبول اللاإرادي وعدم تفهّم الأهل لحالة طفلهم النفسية والصحية.
ويقول أخصائي في طب الأطفال للسويداء 24، إنّ الأهل يسعون لتدريب الطفل على التحكم بالمصرة البولية، إلّا أن بعض الأطفال يتأخرون في تحقيق هذا الهدف أو يفقدون التحكم بفعل التبول بعدما تعلّموا ذلك لأسباب عدة.
موضحاً، أنّ كثير من هذه الحالات تعود لأسباب نفسية أو أمراض عضوية يعاني منها الطفل دون دراية من الأهل، ما يدفعهم لاستخدام أسلوب التوبيخ أو التعنيف والتنمر في بعض الأحيان، بينما يعجز الطفل عن شرح معاناته للأهل ليتم علاجها.
وبيّن الطبيب، أن نسبة التبول اللاإرادي تكون بطبيعة الحال عن الأطفال الذكور أكثر من الإناث، بينما تؤثر نفسية الطفل أيضاً على ذلك فالخوف أو ولادة طفل جديد يلقى اهتمام أكثر من الأهل يُمكن أن يؤدي لعودة الطفل للتبول في سرواله بعدما تعلم ضبط عملية التبول.
متابعاً، أنّ ضرب الطفل ومعاقبته باستمرار تزيد أيضاً من فرصة التبول اللاإرادي، كما قد يكون ذلك ناجماً عن فرط الحركة وقلة الانتباه لدى بعض الأطفال، ويُمكن أن يُشير التبول اللاإرادي إلى مرض كالسكري أو الالتهابات، أو عيب خلقي لدى الطفل، أو خلل في الإفراز الهرموني أو الإمساك المزمن.
وأشار الأخصائي إلى أن للتعاطي مع الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي يجب أن يأخذ الأهالي بعين الاعتبار الوضع النفسي للطفل وعدم مقارنته بأي طفل آخر أو توبيخه وتعنيفه، إنما تشجيع الطفل واحترام خصوصيته إضافة إلى عدم إحراجه بتداول الأحاديث أمام المحيط حول مشكلته.
خاتماً، أن استشارة الطبيب واجبة عندما يتجاوز الطفل 5 سنوات وما زال يبلل الفراش بشكل متكرر، وفي حال ظهرت أعراض أخرى مرافقة كتغير لون البول، أو شعور الطفل بالألم أثناء التبول.
وبهذا يكون تعويد الطفل على التحكم بمصرته البولية أمر غير قابل للمُقارنة مع طفل آخر أو محكوم بإلحاح الأهل على الطفل وتوبيخه، إنما هو عملية تطوير لتعاطي الطفل مع فعل التبول تستلزم من الأهالي معالجة الأسباب وتشجيع الطفل مع احترام خصوصيته.