حقيقة ما جرى جنوب السويداء ولماذا طرد الأهالي مجموعة مسلحة

طرد أهالي إحدى قرى ريف السويداء، مجموعة مسلحة، نتيجة تخوفهم من أجندات مشبوهة تسعى هذه المجموعة لتنفيذها في المحافظة.

وقالت مصادر محلية من أهالي قرية “خازمة” للسويداء 24، إن مجموعة محلية مسلحة يبلغ عدد أفرادها قرابة 40 عنصراً، دخلوا إلى القرية الحدودية الواقعة أقصى جنوب شرق المحافظة، بشكل مفاجئ، مساء الأربعاء 3/2/2021.

مضيفة أن المسلحين توجهوا إلى منزل شخص يدعى “سامر الحكيم” وسط القرية، الذي كان على رأسهم، إذ كان المسلحون يطلقون النار بالهواء أثناء دخولهم، مما أثار قلق وارتياب سكان القرية، سيما وأن “سامر” متهم في القرية بارتباطات مع الأمن العسكري، ومع جهات أمنية أخرى.

وأكدت المصادر أن عدداً من أهالي القرية توجهوا إلى منزل “سامر” للاستفسار عن سبب تواجد المسلحين، حيث أبلغهم أنه يسعى لتشكيل فصيل مسلح، بدعم من إحدى الدول الخارجية، التي لم يسمها، ويعتزم إنشاء معسكر للتدريب، وأخبرهم أن باب الانتساب مفتوح مقابل رواتب شهرية.

كما زعم “الحكيم” أن مقاتلات من ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، ستشرف على عمليات التدريب، وأن الفصيل سيكون نواة لإنشاء حماية وإدارة ذاتية في المحافظة، وسيتولى مهمة محاربة عمليات التهريب باتجاه الحدود الأردنية.

أهالي القرية أكدوا في حديثهم للسويداء 24، أن رواية “الحكيم” أثارت قلقهم سيما وأنه متهم بعلاقات مشبوهة، كما نفت جميع الشهادات وجود أطفال وعائلات في القرية، مؤكدة أن جميع الموجودين كانوا مسلحين من أبناء المحافظة.

وأفاد مراسل السويداء 24، أنه في صباح يوم الخميس توجهت عدة فصائل محلية مسلحة إلى قرية “خازمة” لاستطلاع الأمر، بعد ورود شائعات حول التجمع المسلح، لافتاً إلى أن أهالي القرية طلبوا من الفصائل التروي، وأنهم يسعون لمعالجة الأمر دون تطوره.

مضيفاً أن أهالي القرية أعطوا مهلة للمدعو “سامر” والمسلحين الذين كانوا برفقته، بمغادرة القرية، وخلال ساعات مساء الخميس، انسحب المسلحون من القرية وتفرقوا بعد خروجهم منها.

فيما تواصلت السويداء 24 مع المدعو “سامر الحكيم”، وزعم في تصريحه أنه كان يسعى لمنع عملية تهريب مخدرات، وأن جميع من كانوا معه من أبناء المحافظة، لكنه رفض إدلاء معلومات حول الجهة التي قال إنها تموله.

وعلمت السويداء 24 أن المجموعة المسلحة ذاتها توجهت إلى تخوم قرية “غيضة حمايل” قبل أيام في الريف الشرقي، لكن عددا من أهالي القرية والقرى المجاورة طردوها، بعدما أثارت روايات المسلحين شكوك الأهالي.

مصدر من الفصائل المحلية صرح للسويداء 24، أنهم يتابعون منذ مدة معلومات عن مساعي شخص مقيم خارج سوريا، لتشكيل فصيل مسلح داخل محافظة السويداء، واستجرار الدعم من دول أجنبية، بغية خلط الأوراق في المحافظة، وزجها في صراع المحاور، تنفيذاً لأجندات الدول الداعمة، وليس لإنقاذ المحافظة كما يزعم.

ولفت المصدر إلى أن طرد الأهالي لهذه الجماعة، كانت رسالة واضحة بأن السويداء لن تنجر وراء أي مشروع مشبوه يدار من الخارج، يهدف إلى مصادرة قرار سكان المحافظة وزجهم في صراعات تجنبوها طيلة سنوات الحرب.

يذكر أن محافظة السويداء حافظ سكانها على استقرار نسبي طيلة سنوات الحرب في سوريا، نتيجة رفض الشريحة الأكبر منهم الانخراط في مشاريع العسكرة المدعومة من الخارج، سواء كانت من روسيا أو إيران أو بقية الأطراف الأجنبية، وعملوا على الدفاع عن انفسهم ضد أي طرف يعتدي عليهم.