الاكتئاب قاتل صامت يتجاهله المجتمع في #السويداء

فقرةتثقيفصحي

وثقت السويداء 24 انتحار 3 شبان من السويداء منذ بداية العام 2021، فيما يُعد مرض الاكتئاب أبرز أسباب الانتحار، ويحتل المركز الثاني لأسباب الوفيات في الأعمار مابين 15-29 عاماً مودياً بحياة 800 ألف شخص سنوياً، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.

فيما أكّد مختصون في الطب الشرعي، ازدياد حالات الانتحار في سورية إلى 4 أضعاف ما كانت عليها سابقاً، بالتزامن مع زيادة حالات الاكتئاب 3 أضعاف، وفقاً لتقارير صحفية سابقة، حيث عزى الأطباء ذلك لظروف الحرب التي تمر بها البلاد.

ويصف المختصون في الطب النفسي مريض الاكتئاب بأنّه شخص يعاني من إرهاق مستمر مترافق مع أفكار تشاؤمية ونقص في الشهية والرغبة الجنسية، وقد يُظهر فرط عصبية وآلام غير مفسرة، كما يرغب بالانعزال عن الآخرين فضلاً عن توارد الأفكار الانتحارية له.

بينما تشير الدراسات إلى أن الاكتئاب بأنواعه هو مرض عضوي ينتج عن اضطرابات في النقل بين الخلايا العصبية، وأبرزها نقص في مادة السيروتونين المسؤولة عن الحالة المزاجية والسلوك لدى الفرد، وذلك بوجود محرض وراثي أو بيئي كحادثة مأساوية أصابت الفرد.

وتؤكد الأبحاث على أهمية التفريق بين الحزن والاكتئاب، فالحزن لا يدوم لأكثر من إسبوعين، ويبقى الشخص الحزين قادراً على التعبير عن السعادة في بعض الأوقات، فيما يعجز مريض الاكتئاب عن ذلك، وقد يترافق الاكتئاب مع القلق ما يزيد من حدته.

هذا ويخاف البعض من إدمان الأدوية العلاجية لمرض الاكتئاب وأعراض سحبها، إلّا أنّ الدراسات تؤكد أن الجسد يمكن أن يعتاد على أدوية الاكتئاب إلّا أن ذلك لا يرقَ لدرجة الإدمان مادام الاستخدام ضمن الإرشادات الطبية السليمة، فيما يتم سحب هذه الأدوية تدريجياً لتلافي الأعراض الانسحابية لها.

موضحة أن الهدف من العلاج الدوائي هو رفع نسبة السيروتونين، فيما يجب أن يخضع المريض لعلاج معرفي سلوكي أيضاً لتحسين استجابته للعلاج، مع تحفيز المريض للتواصل مع الآخرين والانخراط في المجتمع أو تربية حيوان أليف وممارسة الرياضة مع اعتماد نظام غذائي صحي.

وحول حماية مريض الاكتئاب من الانتحار، يلفت الباحثون إلى ضرورة إبعاد وسائل الانتحار عن المريض، كالأسلحة والمبيدات إضافة لعدم وضع المريض في غرف ذات ارتفاع عالي عن سطح الأرض مع نوافذ غير محمية، مع ضرورية التشخيص الباكر وتلقي المريض للدعم النفسي والاجتماعي.

ويبدو أن الإهمال المزمن للتوعية حول الأمراض النفسية، واعتبار المرض النفسي أحد أساليب الشتيمة، وزيارة الطبيب النفسي التي تكفي لوصم المريض بالجنون، جعلت كثيرون في سورية عموماً والسويداء خصوصاً يتجاهلون حاجة أبنائهم للعلاج أو يلجأون لأساليب غير علمية في علاجهم، فلا بد اليوم من امتلاك الصحوة للحفاظ على حياة وسلامة من تبقى…

دمتم سالمين