تعليم اللغات في #السويداء بين معاهد تتقاضى مبالغ طائلة ومناهج غير ملبية لاحتياجات الطلبة.!

يلجأ عدد كبير من الشبان والشابات للمعاهد والدروس الخاصة لتعلم اللغات ولا سيما اللغة الإنجليزية، وذلك بعد 12 عاماً من التعليم غير المجدي في المدرسة، ما يكلّفهم مبالغ مالية كبيرة ويضعهم أمام ضغوط إضافية.

مبالغ مالية كبيرة مقابل تعليم اللغة في السويداء.!

وفي حديث للسويداء 24 مع عدد من الطلاب المُقبلين على تعلّم اللغات أكّد معظمهم الأخطاء المستمرة في تعليم اللغة ضمن المدارس، والتي جعلتهم ينجزون 12 كتاب من اللغة الإنكليزية دون تلقيهم الفائدة المرجوة.

فتقول سلمى للسويداء 24، “تلقيت تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث ثانوني، ولم أُجيدها نطقاً واستماعاً، فكان التركيز دوماً على الناحية القواعدية وشرح عدد كبير من المفردات، دون توظيفها ضمن جمل، وغالباً لا يجد كل الطلاب فرصهم في القراءة وبالنادر أن نأخذ دروس الاستماع”.

بينما تؤكد هيا، أنّ منهاج اللغة الإنجليزية في المدارس يحوي الكثير من الحشو كما غيره من الكتب المدرسية، موضحة أنّ معظم المدارس لا تتمكن من إنجاز الكتاب كامل خلال العام الدراسي بالرغم من اختصار حصص الاستماع وعدم منح وقت كافي لقراءة النصوص من قبل الطلاب في الدرس.

مردفة، أنّ الوحدتين الأخيرتين غالباً لا تدرّسان، حيث استغربت من استمرار وزارة التربية والتعليم باتخاذ نفس النهج في تدريس اللغة بالرغم من وضوح المشكلة لدى المُعظم من ناحية النطق والاستماع، حيث تضع الوزارة في خطتها دروس على أنها لتنمية هاتين المهارتين ولا شك أنها أصبحت تعلم أنه يتم حذفها لإنجاز أكبر عدد ممكن من النصوص.!

أما سعيد فنوّه إلى تقاضي معاهد اللغات الخاصة أسعار مرتفعة مقابل تمكين الطالب من اللغة الإنكليزية، حيث يتقاضى البعض مبلغ 400_500 ألف ليرة سورية مقابل تدريس سلسلة كتب إنكليزية، بينما يطلب المدرس الخصوصي 5000 ل.س عن الدرس الواحد كأقل تقدير، وكأنّ تعليم اللغة أحد جوانب الرفاهية في السويداء.!

مدرّس من السويداء.. إدخال اللغة الروسية للمنهاج أمر خاطئ.!

وصرّح أحد المدرسين للسويداء 24، بأنّ المشكلة في تعليم اللغات، بما في ذلك اللغة العربية أيضاً، أنّها تعتمد على حفظ القواعد وقلة تطبيقها، فمثلاً كتاب القصة القصيرة في اللغة العربية الذي كان يُدرّس في الإعدادية تم إلغائه من الوزارة بالرغم من أهميته في تدريب السامع على اللفظ السليم فتُميّز أذنه نشاز القاعدة تلقائياً ويعتاد قراءة الكتب.

مضيفاً، أنّ مدة الحصص الدرسية لا تسمح للمدرس بإعطاء الاهتمام اللازم لجعل كافة الطلاب تساهم في قراءة النصوص بشكل عادل وكافي، بينما تعتمد مناهج اللغة الإنكليزية على نصوص طويلة بمفردات جديدة كثيرة، كما يتم اختبار الطالب كتابيّاً فقط والنماذج الامتحانية تُلزم بتواجد هذه النصوص في ورقة الامتحان، بالمقابل لا توجد اختبارات شفوية للغة وغالباً ما يتم تقدير علامة التدريب الشفهي بحسب علامة الاختبار النظري للأسف.

وتابع، أنّ تعليم اللغات اليوم يخضع أيضاً للسياسة، حيث تم ردف المنهاج باللغة الروسية نظراً للعلاقات السياسية مع روسيا، معتبراً إدخالها أمر خاطئ كونها لا تلبي احتياجات الحياة والعمل، حيث يجدر التركيز على اللغة الإنكليزية بشكل أكبر كونها لغة عالمية، ويُمكن ردفها باللغة الصينية مثلاً لمواكبة بوادر سيطرة الصين على الاقتصاد العالمي.

ما هي الحلول الممكنة لتمكين الشباب من اللغة بأقل التكاليف.؟!

وبيّن المصدر إلى وجوب تعديل المناهج المدرسية بما يتوافق مع الخطط الزمنية الدراسية والعطل القائمة، مع تخفيض حجم النصوص وترك فرص لحصص مناقشات عامة بين المدرس والطلاب، إضافة للتشديد على وجوب استماع الطالب لكافة الأشرطة المرفقة بالمناهج، وحرص المعلم على مشاركة جميع الطلاب خلال الحصص الدراسية وإجراء الاختبارات الشفهية.

لافتاً إلى أن محافظة السويداء تفتقد للمعهد العالي للغات، والذي كان بإمكانه توفير تعليم اللغات بأسعار أقل من المعاهد الخاصة، ورأى أنّ استثمار مديرية التربية للمدارس في التوقيت المسائي إحدى الطرق لتمكين اللغة لدى الشباب وتأمين فرصة عمل إضافية للمدرسين وكذلك ردف قطاع التربية بالمرابح من هذا المشروع.