في يوم المرأة.. معاناة نسوية بين القوانين المُجحفة والعادات الاجتماعية

تقاسي النساء في سورية مرارة التمييز القائم على الجنس في كافة نواحي الحياة، ليعانين من الحرمان والتعنيف بكافة أشكاله إضافة للتحرش والقتل بداعي الشرف وغيره.

جرائم تُرتكب بحق النساء سنوياً

وتوثق السويداء 24 سنوياً ضحايا التمييز القائم على النوع وقضايا تحت مسمى الشرف، حيث سجلت خلال شهر شباط مقتل المواطنة نجود القنطار على يد زوجها بعد مطالبتها إياه بالطلاق، وسبقتها جريمة أخرى رُجح أنها بداعي “الشرف” مع مطلع هذا العام.

بينما تُعاني كثيرات من كافة أنواع التعنيف بصمت داخل منازلهن، فلا حسيب ولا رقيب على التعنيف اللفظي للمرأة ضمن منزلها، بينما تقمع بعض العادات السائدة أي محاولة لتقديم شكوى قضائية من الضحية المعنّفة بحق الجاني كونه قريب منها غالباً.

ولم يكن القانون السوري أكثر رحمةً للمرأة فهو يمنح الحق للزوج باغتصاب زوجته دون رادع، فتنص المادة 489 على معاقبة المغتصب لغيره زوجه، دون الاعتراف بالإغتصاب الزوجي، عدا عن منح المُغتصب فرصة النجاة من العقاب في حال تزوج ضحيته بعد موافقتها، بحسب المادة 508.

النساء في سورية يُخيرن بين الأمومة والعمل.!

حيث يُسقط قانون الأحوال السوري حق الحضانة عن الأم في حال انشغالها خارج البيت بشكل مستمر، معتبراً الأم غير مؤهلة للحضانة في خال غيابها عن الطفل لأكثر من ثمان ساعات يومياً بسبب عملها وإن كان للمحضون امرأة تقوم برعايته عند غياب الأم عن المنزل.!

فتقول “هاجر” إنّ طليقها هددها بحرمانها من طفليها قانونياً في حال لجأت للعمل خارج المنزل، حيث يفرض العمل في سورية غياب الأم عن المنزل لأكثر من ثمان ساعات ما وضعها أما خيار الأمومة أو العمل، فأُجبرت على اختيار الأمومة والتخلي عن العمل.

هكذا تُقتل النساء أحياءً في بلدي.!

تقول “مها” للسويداء 24، حُرمت الدراسة في كلية الطب بجامعة دمشق بسبب أخي وبصمت من أبي، حيث رفض أخي إرسالي إلى الجامعة خارج المحافظة بحجة الخوف علي كوني “فتاة”، ليتم إجباري على التسجيل في كلية التربية بالسويداء.

لافتة إلى أن ذويها قاموا بإرسال أخيها الأصغر للدراسة في جامعة تشرين وعند مناقشتهم كان الرد “هو شب ما بينخاف عليه”، مؤكدة أنّهم بددوا طموحها وأحلامها بقرارهم.

وفي قصة أخرى تحدثت “نجاح” التي تعمل في أحد محال الملابس عن معاناتها للسويداء 24 قائلة، إنّ كوني أنثى تعمل في السوق يعدها البعض مشكلة بحد ذاتها، فبنظرهم أصبحت لقمة سائغة للجميع، فمن لا يحاول المساس بي يرمقني بنظرة مخيفة أو يقدم لي عروضه مقابل خدمات جنسية وفي أحسن الأحوال يُبدعي إعجابه بجسدي.

متابعة، أنّها لجأت للعمل في أحد المحال التجارية ضمن السوق لكسب لقمة العيش الحلال، لكنها صُدمت بالرابط العجيب الذي يجعل البعض يظن المرأة العاملة في التجارة تقبل المتاجرة بكرامتها، بينما هي لا تمتلك أي دخل مادي آخر للعيش.

وبعد هذا كله لا عجب من كون سورية تحتل المرتبة 150 من أصل 153 دولة في التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين بحسب WEF، فيما تبقى النساء في سورية عموماً والسويداء خصوصاً يناضلن لانتزاع أبسط حقوقهن..

في #يومالمرأةالعالمي عسى أن يُصبحن نساء سوريا بخير 🧡