انعكس فقدان ثقة الأهالي في السويداء بالحكومة على تعاطيهم مع وباء كورونا، حيث يرفض كثيرون التصديق بوجود فيروس كورونا، فيما يصل آخرون لقناعة أن الوباء لن يكون أشد ضيقاً عليهم من الأوضاع المعيشية الراهنة.
وفي حديث للسويداء 24 مع أحد الأطباء المختصين في الأمراض الإنتانية صرّح الطبيب، بأن مواجهة فيروس كورونا في سورية عموماً والسويداء خصوصاً تزداد صعوبةً مع الوقت، فبدلاً من ترسّخ الوعي لدى الأهالي حول أهمية الإجراءات الوقائية نجد تراجعاً في الالتزام ناجم عن ضعف وسائل التوعية وعدم ثقة المواطنين بالحكومة والإعلام السوري.
مضيفاً أنه وبالرغم من أن محاربة الوباء مسألة إنسانية بحتة إلا أن بعض المسؤولين قاموا بربطها مع القضايا السياسية، ما عزز نظرية المؤامرة وجعل نشر الوعي يأخذ طابع أكثر صعوبة وقلل من تجاوب الكثيرين مع الإجراءات الوقائية، ومن جانب آخر ساهمت الظروف المعيشية في جعل الوقاية من الوباء ليست ذات أولوية لدى المواطن.
أما عن لقاح فيروس كورونا، فأكد المصدر أنه تم تأمين عدد بسيط من اللقاح الروسي والصيني، وهو عدد غير كافي لتحقيق الحصانة المجتمعية ضد الفيروس، وفي ظل التدهور المتزايد في الاقتصاد لا يمكن الاعتماد على شراء اللقاح في الحد من انتشار الوباء كون عملية استجرار اللقاحات وتوزيعها ستأخذ وقتاً طويلاً، وريثما يتم ذلك سيكون الوباء قد فتك بالكثير من المرضى.
وبيّن المصدر، أنّ القطاع الصحي في السويداء لايزال غير قادر على إجراء المسحات التشخيصية وتأمين الاستشفاء لجميع المرضى، حيث يتم استقبال الحالات الأكثر خطورة فقط في المستشفيات، ولا يمكن تقييم الحالة الوبائية في سورية بشكل دقيق نظراً لعدم إمكانية تأكيد التشخيص لكافة المرضى أو استقصاء الوباء، حيث يُعتمد حالياً على أعداد الحالات الحرجة وازدياد الطلب على اسطوانات الأكسجين لتقديرها.
خاتماً بأن الصحة العامة مسؤولية تتقاسمها جميع الأطراف في البلاد، ووسط الفوضى ونقص الموارد الطبية التي تعيشها البلاد يزداد الرهان على وعي المواطن لحماية المحيط الذي يقطنه من تبعيات الوباء، سواءً بالأضرار طويلة الأمد التي يتركها الفيروس أو الوفيات التي تتزايد يوماً بعد يوم، فلا يمكن تكذيب ما هو واقع قاتل اليوم في المستشفيات، وهو ذلك الوباء الذي قتل مواطنين ضمن منازلهم في السويداء.