رسالة من شاب عشريني إلى المستقبل

رغم أنني من المجتهدين في دراستي، لكن القلق ينتابني كل يوم على مستقبلي وماذا يخبئ لي

فحتى لو تخرجت من جامعتي، وكنت الأول على دفعتي وعلى مستوى الجمهورية، إلا أنني اخشى أن ابقى عاطلاً عن العمل، فلا شركات تستثمر في سوريا، ولا يوجد في هذا البلد بنية تحتية تحفز أي شركة على التفكير للاستثمار في سوريا إن بقيت الأوضاع على حالها.

وليس لدى الحكومة أي خطة للخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والأمنية، ولم نعد نسمع من المسؤولين السوريين سوا التحليلات، عوضاً عن تقديم الحلول.

وما يثير رعبي حقاً، بأننا كسوريين نخشى الحياة في شبابنا وهي الفرصة الكبيرة لبناء الذات، أما في الشيخوخة تكون الكارثة. فلا يوجد ضمان اجتماعي ولا رواتب تقاعدية تكفي لحفظ كرامة الانسان، فكيف لنا أن نعيش ولا نخشى المستقبل.

الحكومة تنظر لنا كجنود لنموت في سبيل كراسي المسؤولين، وتتذكرنا دائما في موعد دفع الضرائب، إلا انها تتناسى حقوقنا الدستورية التي تنص على تقديم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. وأي فرص في بلد لن تعيش فيه دون واسطة.

السؤال الذي أريد ان اسأله لكل السوريين: اذا كانت السلطة في سوريا لا تلتزم بالدستور، فلماذا علينا كسوريين الالتزام بالدستور الذي تخرقه هذه السلطة اولاً ؟

الا يعتبر هذا العقد الذي بيننا وبين هذه السلطة قد انتهى كونها نفسها خالفت العقد عشرات آلاف المرات؟

ما أعرفه حالياً إن هذه السلطة تنظر لي كسوري عندما تطلب مني القتال او الضريبة، وتتجاهل جميع حقوقي كسوري من عمل وصحة وتأمين اساسيات الحياة.

اليس لي الحق أن اعيش كما يعيش ابناء المسؤولين السوريين، تعبنا من التفكير والقلق ولا نريد إلا أن نعيش كما يعيش أي انسان على هذه الأرض