روسيا تلعب دور “مختار الحارة” لحل خلاف بين الجيران في السويداء

اجتمع وفد القوات الروسية، مع وفد من عشائر القريّا، في مدينة بصرى الشام، اليوم الثلاثاء، لبحث حل النزاعات الأخيرة بين “الجيران” في البلدة.

وقال مصدر مطلع للسويداء 24، إن وفداً من مركز المصالحة الروسية في المنطقة الجنوبية، التقى مع وفد من عشائر بدو القريّا، بحضور ممثلين عن “الفيلق الخامس” في مدينة بصرى الشام، بعد أسبوع من لقاء الوفد الروسي، لممثلين عن فصائل وفلاحي بلدة القريا في مدينة السويداء.

وأوضح المصدر أن الروس طلبوا تهدئة بين جميع الأطراف، في اجتماع مدينة بصرى الشام، وتحدثوا عن ضرورة عقد لقاءات وحوار مباشر بين أهالي القريّا من بدو وفلاحين، وحل الخلافات بينهم بطرق مناسبة يتفقون عليها.

ولفت إلى أن الاجتماع لم يخرج بأي نتائج واضحة، سوا تقديم النصائح والاقتراحات من الروس، وهناك معلومات أن اجتماعاً مماثلاً بين الروس والممثلين عن عشائر البدو سيعقد مجدداً يوم الغد في بصرى الشام، ومن المقرر أن يتوجه الوفد إلى السويداء لمتابعة القضية ذاتها بعد الانتهاء من اجتماع بصرى الشام، بحسب المصدر.

وتعود جذور الخلاف بين البدو والفلاحين من أهالي القريّا إلى أواخر شهر آذار من العام المنصرم، عندما نشبت اشتباكات دامية بين مقاتلين من فصائل القريّا المحلية من جهة، ومقاتلين من “الفيلق الخامس” في بصرى الشام، حيث اتهمت فصائل القريّا البدو بمساندة “الفيلق الخامس” خلال الاشتباكات.

وأعقب الاشتباكات نزوح جماعي لستة وثلاثين عائلة من بدو القريّا باتجاه ريف درعا الشرقي، وبعد حدوث اتفاق مبدأي بين وجهاء درعا والسويداء، أواخر العام الماضي، على فض الاشتباك بين فصائل القريّا والفيلق الخامس، بانسحاب الأخير من أراضي البلدة، عادت قضية المهجرين من البدو إلى الواجهة.

حيث شهدت أراضي القريّا الغربية اعتداءات متكررة خلال الأشهر الماضية، من رعاة المواشي على المزارعين، تطورت إلى اشتباكات في بعض الأحيان، ونتج عن الاعتداءات إصابة مزارع، وأضرار مادية في المحاصيل الزراعية، وإحراق جرار زراعي، وسط تخوف من أن تؤدي المناوشات إلى سقوط ضحايا، مما قد يعيد التوتر إلى المنطقة.

وبحسب مصادر السويداء 24، فإن أهالي القريّا وافقوا على عودة المهجرين من عشائر البدو إلى منازلهم غربي البلدة، باستثناء ثلاثة أشخاص متورطين بالدماء، وطالبوا أن يتم تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بمحاصيلهم، بينما يطالب البدو بتعويضهم عن الخسائر التي لحقت ببيوتهم، وأن يعودوا بلا شروط.

الخلاف بين الجيران لم تفلح الوساطات المحلية والاجتماعية بحله خلال الفترة الماضية، والسلطة السورية تنصلت منه في اجتماع اللجنة الأمنية والعسكرية بالسويداء، التي فوضت القوات الروسية بحله، لتتدخل الأخيرة بعد التفويض، بحسب ما أفاد مصدر خاص للسويداء 24.

يقول مهتم بالشأن المحلي للسويداء 24، إن هذا النوع من النزاعات لا يحتاج إلا لتحكيم العقل والحكمة من جميع الأطراف، فهو خلاف بين ابناء الجغرافية الواحدة والوطن الواحد، الذين يتبعون عادات وتقاليد مشتركة، فلا طرف ينتصر على طرف إذا ما تنازعوا، إنما يكون الطرفين خاسرين، ولطالما وأُدت خلافات أكثر تعقيداً، دون حاجة لوساطة دولة أجنبية تحاول أن تلعب دور “مختار الحارة”.