هل يحل الاحتجاج السلمي مشكلة سائقي سيارات الأجرة في السويداء

احتجّ سائقو السيارات العمومية في السويداء على ما وصفوه بمحاربتهم بلقمة العيش، عبر حرمانهم من مخصصاتهم من الوقود ما تسبّب بإيقافهم عن العمل.

وقطع السائقون الطريق بالقرب من بنك بيمو وسط مدينة السويداء، صباح اليوم الاثنين، كوسيلة لإيصال مطالبهم للمعنيين في المحافظة، بعدما تم إيقاف بطاقات معظمهم عن الخدمة، لينقلوا عُقبها لقطع الطريق بالقرب من دوار الباسل ثم دوار العنقود.

وذلك قبل أن يفضوا الاحتجاجات ويخلون الطرقات خلال ساعات الظهيرة، بناءً على وعود، قالوا إنهم تلقوها من قبل الأمير لؤي الأطرش وبعض الوجهاء، ومسؤولين في محافظة السويداء، بإعادة تفعيل بطاقاتهم صباح يوم غد الثلاثاء.

ما رواية المحتجين

وقال أحد المحتجين في حديثه للسويداء 24، إنّه لم يستلم مخصصاته المُقنّنة من البنزين منذ أسبوع نتيجة إيقاف بطاقته الإلكترونية دون أسباب مُقنعة، ما أدّى لتعطّله عن العمل وخسارته مصدر رزقه الوحيد خلال الأيام الفائتة.

مؤكداً أنّ عدد من السائقين توجهوا للمسؤولين في المحافظة وشركة المحروقات مطالبين بمستحقاتهم من الوقود، إلّا أن الاستجابة كان بالوعود التي لم تُنفّذ على أرض الواقع، ما أجبر السائقين على التصعيد من خلال الاحتجاجات.

فيما أوضح سائق آخر للسويداء 24، أنّ مخصصات البنزين المُوزعة على السائقين العموميين غير عادلة، حيث يستلم معظمهم مخصصاته كل 10 أيام، فيما لا تكفي المخصصات لتشغيل السيارة سوا 4 أيام.

مردفاً، أنّ أغلب السائقين يتعطلون بشكل متكرر عن عملهم بسبب عدم توافر البنزين، أو يضطرون لشراء البنزين من السوق السوداء بسعر 3000/3500 ل.س للتر الواحد، وهو سعر عالي يعجز السائق عن تعويضه من إجار النقل لعدم توافر إمكانية لدى الزبائن على تحمل الأجور العالية.

حيث أجمع السائقون على مطالبهم بإعادة تفعيل البطاقات الإلكترونية الموقفة عن الخدمة، وزيادة مخصصاتهم إلى 40 لتر من البنزين إسبوعياً، لافتين إلى أن نظام ووزيع الرسائل يسبب يعرقل استلامهم للمخصصات حيث ينتظر السائق وصول رسالة الاستلام حوالي يومين.

الجهات الرسمية لديها رواية أخرى للمشكلة

هذا وبرر مصدر مطلع في شركة المحروقات ذلك في حديثه للسويداء 24، بأنّ إيقاف توزيع البنزين على بطاقات بعض السيارات العامة والخاصة جاء وفقاً للقرار رقم 2703، والذي استند على مخالفة هذه البطاقات للقانون.

مشيراً إلى أن المعلومات الواردة حول البطاقات المذكورة تؤكد مخالفتها شروط الاستخدام القانونية عبر قطع خدمة السفري من محافظات أخرى، وبيع المخصصات بالسوق السوداء في المحافظة.

بينما شهدت الفترة الزمنية السابقة تزايداً في أجور النقل ضمن السيارات العمومية، حيث تراوحت أجرة الطلب الداخلي ضمن مدينة السويداء بين 3000-4500 ل.س، كما بلغت أجور خدمة تكسي سرفيس ضمن المدينة 500 ل.س للراكب الواحد.

بالتزامن مع تخفيض الحكومة كميات توزيع البنزين، إدراجها إيّاه على نظام البطاقة الإلكترونية والرسائل، ما حوّل طوابير البنزين من سيارات تملأ الشوارع بانتظار التعبئة، إلى أرقام تملأ التطبيق بينما لا يزال السائق ينتظر التعبئة..!