“خيمة مضافة الجبل” برعاية فرع أمن الدولة.. المسرحية تتواصل

تتواصل احتفلات البعثيين، وقادة الميليشيات، وتجار الحرب، والزعامات التقليدية، في محافظة السويداء، بمسرحية الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وسط محاولات لإقناع المجتمع بالمشاركة فيها.

مصدر محلي في بلدة القريّا جنوب المحافظة قال للسويداء 24، إن قيادة شعبة “حزب البعث”، أجرت زيارات إلى معظم العائلات في البلدة، لإقناعهم بالمشاركة في الانتخابات المرتقبة، ليس هذا فحسب، بل والتصويت للمرشح “بشار الأسد” الذي سيفوز بكل تأكيد.

كما أكدت مصادر محلية من قرى ومناطق مختلفة في المحافظة، إجراء الفرق الحزبية زيارات في محاولة لإقناع جميع العائلات بالمشاركة في الانتخابات، التي يصفها البعثيون بالواجب الوطني، بينما تعتبرها شريحة واسعة من المواطنين السوريين غير شرعية.

وقد أجرت الفرق الحزبية احتفالات في العديد من قرى وبلدات المحافظة، خلال اليومين الماضيين، بينها قرى “شقا” و”نمرة” و”داما” و”مفعلة” و”القريا” و”صلخد” وغيرها، رُفع خلالها صور لبشار الأسد، وأقيمت خلالها فعاليات رقص وحفلات فنية للأطفال، دون التطرق لبرنامج انتخابي.

فيما أقامت قيادة “الدفاع الوطني” احتفالاً في “الفندق السياحي” لمناصرة “الأسد”، وكذلك أعلن فرع أمن الدولة عم إقامة احتفال يوم السبت أمام مقر الفرع على طريق قنوات، تحت اسم “خيمة مضافة الجبل”، ما أثار استياء مواطنين من اختزال اسم “مضافة الجبل” في خيمة أمام فرع أمني.

ولا يقتصر تنظيم الاحتفالات في السويداء على حزب “البعث”، إنما نجد طوقاً من تجار الحرب وقادة الميليشيات والزعماء التقليديين من شيوخ وشخصيات أحيت ألقابها العشائرية بظل حكم الأسد وخلال النزاع الحاصل في سوريا، وهذا ينطبق على كافة المحافظات السورية أيضاً، وفق ما يقول ناشط حقوقي للسويداء 24.

مشيراً، إلى أنَّ هذا الطوق من الزعامات والتجّار والقادة المحركيين لأنواع الفصائل والميليشيات، تتمثّل بتقديم آرمات انتخابية منشورة بإسمها على الطرقات وهي التي تعتاش بتوصيفها الوظيفي هذا لا غير، وتصتبغ بإنتقادات حادة حول تدهور الوضع الأمني والمعيشي في للبلاد، ودورها في تحييد المجتمع المدني والأصول الفكرية وحتّى العجلات السياسية المصوّرة على هيئة تجمعات أو نشاطات خجولة في حال وجدت، بحسب وصفه.

اللافت أن أي مرشّح لإنتخابات رئاسية عليه بأن يحمل في جعبته برنامج انتخابي يعرضه على المواطنين وهذا البرنامج يكلّفه عناء ايصال أفكار وأهداف من يمثّلهم، ويتطلب منه بتسويق هذا البرنامج عبر حملات دعائية موجّهة للمواطنين، وهذا ما يغيب عن المشهد الحالي ليؤكد هزلية الانتخابات، في وقت ترزخ فيه البلاد تحت وطأة ظروف اقتصادية وسياسية غاية في السوء.