موظفون في السويداء مهددون بالفصل إن لم يشاركوا بالانتخابات

تستعد السلطة بكامل أجهزتها، لإجراء الانتخابات الرئاسية يوم غد الأربعاء 26 أيار، مستخدمة أسلوب الترهيب والترغيب، في محاولة لإظهار مشاركة واسعة في الانتخابات التي تعتبرها المعارضة والمجتمع الدولي غير شرعية.

موظف في مديرية الخدمات بالسويداء، فضل عدم ذكر اسمه، قال للسويداء 24 إنهم تلقوا تحذيرات شفوية من الإدارة قبل أيام، بالفصل من وظيفتهم في حال لم يشاركوا في التصويت بالانتخابات الرئاسية، أو حتى إذا تخلفوا عم حضور احتفالات “خيمة وطن”، التي أقامتها السلطة دعماً للأسد.

وأكد الموظف أنه والعديد من زملاءه، كانوا مجبرين على حضور الاحتفالات التي أقامها حزب البعث، مشيراً إلى أن جميع موظفي الدوائر الحكومية يعانون من الضغوط نفسها، ومعظمهم مجبرين على المشاركة، تخوفاً من قطع مصدر رزقهم، وهو إجراء اتخذته الحكومة بحق عشرات الموظفين بالسويداء على خلفية آرائهم السياسية.

ولم يقتصر الأمر على موظفي الدوائر الحكومية، إنما تعداه للجامعات الحكومية، التي حددت معظمها امتحانات عملي يوم 26 آيار، لإجبار أكبر قدر ممكن من الطلاب على الخروج إلى الجامعات التي سيتم توزيع صناديق انتخابية فيها أيضاً، في محاولة لضمان إظهار مشاركة واسعة من المواطنين في الانتخابات.

وتشير مصادر خاصة السويداء 24، إلى أن عدد المراكز الانتخابية في محافظة السويداء بلغ 356 مركزاً، موزعة في كافة مناطق وقرى ومدن المحافظة، ومن بينها 95 مركزاً في مدينة السويداء وحدها.

وتضيف المصادر أن الجهات الأمنية والفصائل المسلحة الموالية، في حالة استنفار قصوى منذ عدة أيام، إذ تلقت جميعها تعليمات بحماية المراكز الانتخابية، وعدم السماح بحدوث أي إشكالات تعكر يوم الانتخابات، حيث تلقى قادة الفصائل كالدفاع الوطني، وعوداَ بامتيازات جديدة، لقاء مشاركتهم في حماية الانتخابات.

من جانب أخر فشلت المعارضة المدنية في السويداء تنظيم احتجاجات، تندد بالانتخابات التي تعتبرها غير شرعية، حيث حاولت تنظيم مظاهرة على طريق قنوات الأسبوع الماضي، إلا أنه تم الغاء المظاهرة نتيجة انتشار أعداد كبيرة من عناصر الأمن والميليشيات في موعد ومكان المظاهرة.

وذكر أحد أفراد المعارضة للسويداء 24، أنهم حاولوا تنظيم حراك مدني كتشويه صور “الأسد” وتوزيع منشورات تعبر عن ارائهم وسبب عدم مشاركتهم في الانتخابات وعدم شرعيتها، وأضاف “لولا القبضة الأمنية لكانت خرجت مظاهرات بنفس الأعداد أو أكثر من أعداد الذين شاركوا في احتفالات البعث والفروع الأمنية، والتي شارك معظم الأشخاص فيها بالإكراه”

أما الفصائل المحلية التي تتمتع بنفوذ على الأرض، وتعد مناوئة لممارسات السلطة، فمعظمها غابت عن المشهد خلال الأيام الماضية سواء بتأييد الانتخابات أو معارضتها، فيبدو أن الكثير منها ومن أفرادها لن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية، بحسب ما ذكر العديد منهم للسويداء 24.

وأكد أحد قادة الفصائل المحلية البارزة للسويداء 24، أن خيار المشاركة من عدمه يعود لحرية الأشخاص، مشيراً إلى أنه لن يشارك في الانتخابات هو ومعظم عناصر وقيادات الفصيل، لكنه قال إنهم لم يفكروا في منع الانتخابات أو السماح فيها، “من يريد أن ينتخب ينتخب ومن لا يريد لا أحد يستطيع إجباره بالقوة ومن يخشى من قطع راتبه الذي لا يتجاوز 15 دولار شهرياً فهذا شأنه”.

يذكر أن الانتخابات لن تجري على كامل الأراضي السورية كما تروج السلطة، إنما فقط في مناطق سيطرتها، فشمال شرق سوريا مناطق ما يعرف “بالإدارة الذاتية” منعت نشر صناديق الاقتراع، وكذلك الشمال السوري في أدلب وريف حلب، الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة.

ولم تقتصر المقاطعة العلنية للانتخابات على مناطق السيطرة والنفوذ، فبعض المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أعلنت المقاطعة، ومن بينها عشرات القرى والبلدات في ريف درعا، التي بدأت منذ اليوم تنظيم مظاهرات سلمية وإضراباً احتجاجاً على الانتخابات.