شبكة إعلامية تكشف وثائقاً سرية لمشروع استخباراتي يحاك للسويداء

كشفت شبكة “الراصد” المحلية في السويداء، عن مراسلات وتفاصيل تتعلق بمشروع أُثير مؤخراً في السويداء، يهدف إلى تشكيل جناح عسكري، مدعوم من الخارج، بهدف فرض مشروع سياسي بقوة السلاح في المحافظة، محذرة من خطورة المشروع وإدخال المحافظة في دوامة دماء جديدة.

وجاء في التحقيق الذي نشرته الشبكة:

((الخطوة تبدأ بالسيطرة على القرى الشرقية، وإزالة النظام السوري أو إيران في تلك المنطقة))

تحقيق خاص للراصد

كثر الحديث والجدل داخل السويداء عن مشروع عسكري ممول من الخارج، يهدف إلى تشكيل فصائل مسلحة بحجة محاربة إيران وداعش. لكن الهدف الحقيقي هو محاولة السيطرة على المحافظة وإدخالها في دوامة دماء جديدة.

ومن خلال متابعة حثيثة كشفنا الكثير من خيوط الملف، بعد الحصول على وثائق؛ هي عبارة عن مراسلات بين شخص من السويداء مقيم في فرنسا، وهو العراب الرئيسي للمشروع، مع مسؤولين أمريكيين في التحالف يطلب فيها منهم دعماً مالياً لتشكيل جناح عسكري لحزب سياسي يسميه حزب “الفيلق”.

وبحسب معلومات خاصة حصل عليها الراصد أنه لم يتلق أي دعم من الأمريكان حتى اليوم، ما دفعه للتواصل مع سفارة الاحتلال الإسرائيلي في باريس، وترتيب عدة لقاءات مع دبلوماسيين إسرائيليين في شهر آذار الماضي، ولم تمضي أسابيع على اللقاء حتى بدأ بإرسال الأموال إلى السويداء وتشكيل مجموعات مسلحة.

ومن خلال ترجمة الراصد للمراسلات بينه والأمريكان، ذكر فيها أن أول خطواته كانت إنشاء مؤسسة مقرها فرنسا، وتحدث عن شراكات مع لاعبين دوليين لم يحددهم، وعن تقارير قدمها للمخابرات الأمريكية، تدعي وجود مساعي لمحاربة داعش وإيران.

وتضيف الوثائق، أن الراعين للمشروع اجتمعوا في السفارة الأمريكية بفرنسا، مع السفير الأمريكي ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون بلاد الشام والمبعوث الخاص لسوريا جويل ريبيرن جودة، وأنهم ركزوا على الدور المهم الذي تلعبه الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.


وتؤكد أنهم يحافظون على خط اتصال مستمر منذ ذلك الحين، ويقومون بإرسال تقارير شهرية تتحدث عن الوضع في الجنوب السوري، وعن فراغ سياسي واقتصادي وعسكري، وأن الجيش السوري أصبح مجرد ميليشيا تابعة لإيران، وأن نفوذ الروس ضعيف في المنطقة.

وتكشف الوثائق أن الخطوة الثانية تهدف إلى ملء هذا الفراغ بتأسيس حزب سياسي يستقطب كوادر شابة من السويداء يُدعى {حزب الفيلق}، موضحة أن هذا الحزب يعمل سراً، وأنه لم يتم الإعلان عنه بعد حتى يضمنوا أنهم أقوياء بما يكفي لحماية كوادرهم العاملة داخل السويداء.

وقد تواصل الراصد مع بعض الذين عرض عليهم إدارة الحزب، وحصلنا على مراسلات تم من خلالها عرض ٥٠٠ دولار شهرياً، وقيل للشخص الذي عرض عليه العمل (حط ٥٠٠ بجيبتك، و١٠٠ لكل حدا بتفوت لعندو، وبشهر رح تصير أهم واحد بالسويدا).

وأشارت الوثائق إلى أن الغرض تشكيل جناح عسكري تابع لهذا الحزب مكون من 600 مقاتل في مرحلته الأولى، وأن جميعهم موجودين في القرى الشرقية للسويداء بالقرب من الصحراء الشرقية، “كل هذا في ظل الإدراك أننا نستعد للمواجهة القطعية التي نعلم جميعاً أنه لا مفر منها”، في إشارة صريحة وواضحة إلى مساعيهم لفتح حرب في السويداء.

وتوضح أن الحزب يقوم على عدد من المبادئ، على رأسها طرد إيران وداعش من الجنوب السوري، “ثم كلياً من سوريا، وهذا هو تركيزنا الرئيسي”، وتشدد على حقيقة أن الحزب المشكل هو حزب علماني وأن لاوجود لأي ميول دينية عند الفصائل.

ويزعم الرجل أن الحزب الخاص به، تمكن مؤخراً في ردع إيران في القرى الشرقية، ومنع التوسع الإيراني، ومنع الإيرانيين وحزب الله من إقامة معاقل داخل القرى المذكورة، مشيراً إلى حوادث غير صحيحة، فالسويداء لم تشهد أي مواجهات حقيقية مع إيران أو حزب الله كما يزعم، ويدعي ذلك لاستجرار الدعم المالي، وأكد أن العناصر في جناحه المسلح جميعهم أصحاب خبرة فهم من دحر داعش عند هجومها على القرى الشرقية!!

كما يطلب التنسيق مع القاعدة الأمريكية في التنف للتعاون الوثيق {لتعزيز سيطرتنا على الجنوب لنكون أول حزب سياسي علماني في الجنوب السوري يمتلك جناحاً عسكرياً قادراً على فرض سيطرته تدريجياً على السويداء على مراحل}.

ويطالب بدعم {الجهود بشكل حيوي ضد إيران، حزب الله وداعش، مشيراً إلى أن المجندين لديه يحتاجون إلى مزيد من التدريب في جوانب مختلفة لتعزيز قوتهم، وأنه بمجرد إقامة تعاون مع الأمريكان، “سنعلن عن الحزب والخطوات السياسية التي سنتخذها ضد إيران وداعش}.

وتضيف المراسلات أيضاً: {سنبدأ خطواتنا الفعلية لإعلان سيطرتنا الكاملة على القرى الشرقية، وإزالة نهائياً أي وجود للنظام السوري أو إيران في تلك المنطقة، سوف نتعاون أيضاً فيما يتعلق بالمعلومات والاستخبارات؛ الكشف عن أي وجود أو تحركات إيرانية وداعش وحزب الله في الصحراء وبالقرب من القرى الشرقية بعد أن تلقى مجندونا التدريب اللازم بالطبع}.

إعادة تدوير العصابات !!

وفي الشأن الداخلي، يعتبر عراب المشروع المدعو سامر الحكيم الذي كان من المتعاقدين مع جهاز الأمن العسكري في عهد العميد وفيق ناصر، حيث تم اختياره أخيراً ليكون مسؤولاً عن تشكيل المجموعات المسلحة داخل السويداء، وقيادتها.

وأكدت مصادر خاصة للراصد أنه منذ عام 2019 تم التواصل مع عدة فصائل بارزة في السويداء منها “#حركةرجالالكرامة”، وبعدها بفترة فصيل “#القاهرون”، لكن فشل الرجل في إقناعهم بالمشروع الذي يسعى له؛ سيما وأن معظم الفصائل في السويداء رفضت منذ بداية الحرب تلقي دعم مباشر عبر دول أجنبية كي تحافظ السويداء على خط الحياد من الحرب الأهلية في سوريا.

لكن رفض الفصائل البارزة للمشروع دفعهم للبحث عن البديل. فأسسوا عدداً من الفصائل في الريف الشرقي والقريا وشهبا، وتواصلوا مع عصابات الخطف والسرقة…


وبعد ذلك تواصل مع ليث البلعوس، وتم تأسيس فصيل في بلدة المزرعة بقيادة باسم الحمود ومباركة ودعم البلعوس، وكانت الخطوة المباشرة بنصب حواجز بتعليمات من رأس المشروع، وجند عشرات الأشخاص بعد التغرير بهم بالرواتب الشهرية، على الرغم مما جاء على لسان “ليث” عدة مرات باتهام سامر الحكيم باغتيال والده الشيخ وحيد البلعوس، إلا أن المشروع سمح بالصلح بينهم.

ما وراء السيارة المسروقة!!
بدأت بوادر المشروع بالظهور خلال الأيام الماضية بعدما صادر فصيل المزرعة سيارة مسروقة لفصيل راجي فلحوط من بلدة عتيل، رغم أن معظم عناصر فصيل المزرعة يستقلون سيارات مسروقة؟.


وتصاعدت الأحداث عندما قام فلحوط وفصيله بسلب عشر سيارات لأهالي المزرعة، وتصاعدت المشكلة إلى مشاحنات قد تتطور لاشتباكات في أي لحظة.


وبات واضحاً أنه تم الفراق بين أصدقاء الأمس وأعداء اليوم (راجي فلحوط وليث البلعوس) اللذان شكلا ما يعرف بفصيل الشريان الواحد عام 2018 خاصة وبعد اعلان “فلحوط” تبعيته لشعبة المخابرات العسكرية بشكل علني عبر منشور على صفحته الشخصية…

يتزامن ذلك مع تحذيرات في أوساط المحافظة من حدوث اقتتال بين الفصائل المسلحة، والتي قد لا تتوقف على الفصائل فمن الممكن أن تتحول إلى حرب أهلية نتيجة التركيبة السكانية ذات الطابع العشائري لأبناء المحافظة.

فهل #السويداء بحاجة لإعادة تجربة الحصول على دعم خارجي وتشكيل مجموعات مسلحة في بلاد دمرها السلاح.. وهل يصلح استخدام العصابات لتنفيذ مشروع سياسي، وهل يشير هذا إلى عدم تعلمنا من دروس الكثير من المحافظات؟
ومن هو طالب الدم في السويداء؟؟!
.. أسئلة كثيرة وعديدة غيرها يطرحها أهالي محافظة السويداء!!