جحيم أم عيد على السوريين.. الأهالي تُحرم من حلوى العيد

حلوى عيد الأضحى “لُقمة” وجب على الأهالي في السويداء تبادلها أثناء مباركاتهم بعضهم لبعض، فيما يطلقون عليها اسم لقمة العيد عنواناً لتبادل المحبة وتقاسم المصير، فضلاً عن نشر السلام وأمنيات الخير بعامٍ قادمٍ أفضل، فماذا عن تحقيق أمنياتهم أمام أسعارها.!؟

أسعار الحلوى من ضرب الخيال؟

حدّت الظروف المعيشية الصعبة للسوريين شراء الحلويات المخصصة للعيد، أمام مستويات أسعارها الخيالية والتي وصفها البعض بالحلوى المحشوة بالذهب، اقتراناً بأسعار غرامات الذهب العالية واقترابها من كيلوات أو أنصاف الكيلو للحلويات، لتختفي بسعرها عن طاولات الضيافة للكثير من العائلات.

ورصدت السويداء 24، أصناف بعض الحلوى فوصل سعر كيلو من نوع الملبّس وهي الحلوى التي يشتهر بصناعتها السوريين بتغطية نواة الجوز أو الفستق الحلبي بطبقة من السكر إلى 5000 ليرة سورية وأكثر، أمّا مُلبّس النكهات كالنعنع والليمون والفراولة المغلّفة بالنايلون فسجّل 7 إلى 8 ألاف ليرة سورية للكيلو الواحد.!

ليصل سعر كيلو واحد من نوعيّة النواشف كالبرازق والبتي فور وعجوة السمسم إلى 15000 ليرة، وتضع حبوب الفوّار المكونة من السكر وشراب الذرة والنكهات اضافة إلى ثاني أوكسيد الكربون، سعر تجاوز 10 ألاف ليرة، و حبيبات السكر للقضامة الحمّص من صنف المكسرات بمبلغ 4000 ليرة سورية للكيلو، وليصل سعر كيلو الشوكولا بالمقطع الصغير والنوعية المتوسطة إلى 30 ألف ليرة سورية.

أمام التسّعير المتفاوت للحلويات، لم تقف حدود الطلبات للحلوى حسب الرغبة والجودة، لا بنوعيتها ولا بسعرها، فأتت الأنواع الشعبيّة والمتداولة، كالبلوريّة أو المبرومة بسعر 90 ألف ليرة، وعن سعر المعمول والغريّبة الشرقيّة فبلغ 35 ألف للكيلو، ولنوع البرازق المكوّن من السميد والطحين والسمسم والسكر فسجّل 40 ألف ليرة مع التنويه لصناعته بالسمن النباتي لا الحيواني.!

من جهته صرّح محمد الإمام رئيس جمعية صناعة الحلويات في دمشق، عبر وكالات، إنّ الإقبال على شراء حلويات عيد الأضحى في هذا العيد قليل جداً بسبب ارتفاع أسعارها، وبأنّ إنتاج محافظة دمشق من الحلويات وصل هذا العيد إلى 150 طناً منهم للتصدير، ما يشير بهذه التقديرات حسب مختصين إلى عزوف 80% من السوريين عن شراء حلوى العيد.

هذه الأسعار، عبّر عنها الأهالي بشراء الحلوى بالإضافات الغير مطلوبة هذا العام، بعدما كانت من الأجواء الأقل إعتيادية كلّ عيد، في ظلّ تسابق الأولويات للعائلات من شراء ملابس للأطفال والأحذية، عنوةً عن تأمين الطعام والشراب بالحدّ المتدهور التي يعيشه السوريين، وقيادة في البلاد لا تسعى لتذليل أي عقبة يمرّ بها الشعب بل تزيد من معاناته بقراراتها.

يقول أحد أباء الأُسر، ويتساءل: إن كان هذا جحيماً يسقط على رأس السوريين، أم عيداً مصحوباً بجملة “الله أكبر”.!