خطاب القسم بين القصائد والنُكات والضحك.. أين أوجاع السوريين

شهد خطاب القسم للولاية الرابعة على التوالي المستحوذ عليها بشار الأسد، بعد ثلاثين عاماً من حكم أبيه حافظ الأسد، مقاطعات للحاضرين بقصائد مديح مقتضبة ونُكات أطلقها عليهم ليتبادلوا على وقّعها الضحكات.

وأتى في مجمل خطاب الأسد، ما أسماها الطروحات التي يعمل عليها أعداء سوريا إضافة إلى التحدي الذي قدّمه السوريين بإطلاق رصاصة الرحمة على رأس مشاريع التقسيم والمؤامرات المحاكة ضد البلاد.!

مشدداً بنبرته المعتادة والتي وصفها مراقبون بخطاب الكراهية، على أن كل المعارضين لسياسة النظام القائم في البلاد أو اللذين يطالبون بإصلاح سياسيّ ينهي التفّرد بسلطة البلاد، هم من العملاء والمأجورين مقابل حفنة من الدولارات أو لقمة عيش مغموسة بالذلّ.

وشهد خطاب الأسد مقاطعات لكلامه من الحضور المنتقيين بقصر الشعب، كانت عبارة عن قصائد مديح وتعظيم مقتضبة قاطعت حديثة وعلا عليها التصفيق في القاعة.!

ليطلق في أحد حالات التصفيق عبارة ممازحاً فيها الحضور بقوله: “أنا قلت أمريكا وتركيا والغرب، فلمن التصفيق” ضاحكاً معهم، فيما عرّج على الوضع الإقتصادي المتدهور للسوريين، بإيعازه على الأموال المجمّدة في لبنان والتي بحسب توقعات الأسد قد تصل مابين 42 مليار و 60 مليار دولار أمريكي.

لكن الأسد لم يتطرق لأسباب توجّه السوريين إلى بنوك الخارج كاللبنان وغيرها  نتيجة القيود المصرفيّة التي تفرضها سوريا على العُملات الأجنبية المودوعة فيها.

فيما وصف ناشطون الخطاب بالكلاسيكي والفاقد للقيمة، وهو خطاب مكرر ولا يسمن أو يغني، خاصةً بعد اعترافه بأن الوضع الإقتصادي سيء،  وقوله إن تحسّنه غير مستحيل، لكنّ التحسّن الذي تحدث عنه لم يسنده إلى خطط أو رؤى ببرنامج واضح لمسيرة عمله القادمة، مكتفياً بشعارات على غرار الأمل بالعمل التي أطلقها كعبارة مبهمة وإعلانية دعائية لا غير خلال حملته الإنتخابيّة.!

يشار إلى أنّ عائلة الأسد تتوارث الحكم في سوريا وتجدد البيعات عن طريق المراسيم المتغيّرة بكيفية السلطة القائمة والأجهزة الأمنية التي تعمل على قمع أيّاً من المشاهد المعارضة لشخوص الحكم في سوريا، إن كانت أراء مفكرين أو جماعات خرجت مؤخراً بشكل تظاهرات سلمية طالبت بالتحسين الإقتصادي والواقع المعيشي كما حدث في العام الفائت في السويداء، وتمَّ قمعها بقوة السلاح والإعتقال التعسفي.!

ليطلّ اليوم الأسد وما في جعبته من جديد، سوى الضحك والمواعظ والتفنيد والشرح الطويل للعبارات المختومة لغويّاً كما يصفها مراقبون، في الحين الذي يشهده المواطن السوري كأسوأ وضع في التاريخ تمرّ به سوريا، وينذّر بمجاعة قادمة على أكثر من 80% من السوريين، عاداك عن ملايين القابعين في مخيمات اللجوء وأمثالهم في بلاد الإغتراب، هرباً من الحرب والجوع والقبضة الأمنية.