تعاني بلدة الخالدية في ريف السويداء الشمالي، من صعوبات الحياة أسوةً بباقي المجتمع وما يشهده في ظلّ أزمة البلاد، إلّا أنّ خصوصيتها تكمن في استدامة فقدان المعايير الأوليّة لإستمرار الحياة للمواطنين، أبرزها المياه والفقر والتهميش الحكومي، يضاف إليها الإتصالات المختفية عنها منذ فترة وجيزة.
وكشف مصدر محلي للسويداء 24، أنّ قرية الخالدية تحتوي على 3 أبار لمياه الشرب وجميعها خارج الخدمة منذ قرابة العام، والفقر المدقع لسكان القرية، يثنيهم عن شراء نقلات المياه والتي يصل ثمنها لأكثر من 15000 ليرة، في كثير من الأحيان.!
موضحاً، بأنّ الحكومة السوريّة قدّمت خلال زيارة “لبشار الأسد” للقرية قبل عقدٍ من الزمن، بئراً تحت عنوان “مكرمة رئيس” إلّا أن تلك المكرمة لم تكتمل من حينه، وإكتفوا بحفر البئر دون رفده بأدوات التشغيل له، كالغطّاس والتيار الكربائي وغيرها من الأدوات اللازمة لتشغيله.
مبيّناً، بأن البئر الوحيد الذي يعدّ داخل الخدمة، لا يتوفر له موظفو مؤسسة المياه بموعد دوامهم، مما لا يتيح له التشغيل وتلبية متطلبات القرية، الأمر الذي دفع الأهالي لتقديم شكاوى عدّة لمدير مؤسسة المياه “نضال نوفل” إلّا شيئاً ما بإتجاه معالجة المشكلة، لم يحصل.!
وتابع أنّ الشكاوى وصلت من الأهالي لمكتب محافظ السويداء الذي قابلوه وأطلق وعوداً بمعالجة قضايا مهمّة لسكان بلدة الخالدية من بينها مياه الشرب، لكن جميع تلك الوعود خرجت خلبيّة، والحال والمعاناة للأهالي لا تزال سيدة الموقف للآن.
وأشار المصدر، إلى إنقطاع خطوط الإتصالات عن جميع سكان البلدة منذ 4 أشهر ولغاية الآن، جرّاءسرقة الكبل المغذّي لخطوط محطّة 262، ولم يتم إصلاحه أو تبديله ولا جدوى من الشرح الطويل الذي قدّمناه لمسؤولي المحافظة، متسائلاً، “من المستفيد من هكذا تهميش للقرية، ولأي محافظة تتبع، أين هم المعنيين عن ذلك”.
يذكر، بأنّ قرية الخالدية والعديد من القرى المحاوطة بها، ورغم تعداد سكّانهم القليل نسبيّاً، يعانون من تهميش طويل الأمد، أزلاً وحاضراً، من حيث خدمات المؤسسات الحكوميّة، وانعدام فرص العمل وحصرها بالقليل من الزراعات، وحتّى تغيّب الإعلام المعني بنقل صوت وصورة الموطنين، وظهوره بالمناسبات الوافرة بتمجيد المسؤولين.!