موظفو السويداء برواتب معدومة.. والإستقالات بالجملة

قدّم مئات الموظفين في السويداء، استقالاتهم من وظائفهم الحكوميّة، في ظاهرة شملت كافة المؤسّسات بالدولة، بعدما فقد الراتب الممنوح لهم، أقل التلبيات من بينها وسائل النقل في مستهلّ خدمتها لإتمام دوام عملهم اليومي لأيام الإسبوع.

وصرّح رئيس نقابة عمال البلديات في اتحاد عمال السويداء خالد الخطيب، لصحيفة الوطن شبه الرسمية، بأنّ المئات من العمال قدّموا استقالاتهم، نصفهم من فئة الشباب، مرفقاً حسب تصريحه سبب تلك الاستقالات إلى أجور النقل اليوميّة لهم لإتمام عملهم الوظيفي.!

مبيّناً، أنّ الأعباء تضاعفت رغم الزيادة على مقطوع الدخل للموظفين، والتي بيّنت أنها لا تتعدى الشكليّة، بعدما اقتطعت أجور النقل أكثر من نصف رواتبهم لوحدها، من دون أن تُقارن بالحاجيات والأساسيات الحياتيّة للمواطنين، وما يفرضه الغلاء المعيشي والوضع الإقتصادي المتهالك على كافة السبل أمام إحتياجاتهم.

وللحديث أكثر، تواصلت السويداء 24، مع عدد من الموظفين بالغالبيّة القاطنة في الأرياف، فتقول هند بأن إقامتها بالريف الجنوبي للمحافظة وعملها في إحدى الدوائر الحكوميّة في المدينة، يفرض عليها أجور نقل تصل إلى 4000 ليرة يوميّاً، ذهاباً وإيّاباً، ما يساوي أمام 20 يوم عمل خلال الشهر، مبلغاً وقدره 80 ألف ليرة السوريّة، الرقم الذي يفوق حتّى ما تتقاضاه كاملاً من دخلها الشهري.!

ويشير مجد (اسم مستعار)، لعدم توفّر النتقلات من كنف الجهات الحكوميّة للموظفين أو تقديم أيّ حلول كالتعويضات وبدل المواصلات مثلاً، وما يفرضه عليهم الأمر الواقع اليوم لجميع الموظفين، هو الخروج بأقلّ الخسائر وتفادي النفقات الغير محسوبة أمام أولويات المعيشة.

موضحاً، أنّه يقدم للمجيء للعمل يوميّاً من إحدى القرى بالريف الشمالي للسويداء، ويكلّفه ماليّاً القدوم مبلغاً يتجاوز 60 ألف شهريّاً، ما يجعل الإستقالة أخفض للتكاليف، سيما وبأنّ الراتب مع صروفات التنقّل يصبح معدوماً.

يشار إلى أنّ تدهور الوضع المعيشي للمواطنين ينذّر للفلتان الأكبر من الحلقة الرئيسيّة كالمؤسسات الخالقة لمعنى للدولة، في غياب أيَّ تصريحات أو إستجابات للسلطة العليا بالبلاد، والذي بدوره رئيس اتحاد عمال السويداء هاني أيوب، أكّده عبر الإعلام، بأنّ إنتظار الطبقة العاملة للحلول السريعة، وما تحقق على مستوى متممات الراتب، غير ملموس نهائيّاً، كما أن الزيادة الأخيرة لم تُلبِّ مطالب العمّال، جرّاء اتساع الهوّة بين الدخل والأسعار التي ضيقت الخناق على الموظفين، كأول حالة بالتاريخ تشهدها البلاد.!!