صدر بيان عن الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، الممثلة بسماحة الشيخ “حكمت الهجري”، تطرق إلى الوضع الداخلي في محافظة السويداء، داعياً فيه إلى وحدة الصف، ومشدداً على حرمة الدم، كما تطرق لمخاطبة أهالي محافظة درعا، مؤكداً أن الجراح واحدة والمصير واحد.
وجاء في مطلع البيان “أبناءنا الكرام … شبابنا الأعزاء
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته من موقعنا بينكم في الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين يهمنا الحرص على استمرار التواصل معكم، ومن منطلقات حفظ الإخوان وصون اللسان، لنحافظ معا على ثوابتنا الأهلية الاجتماعية الوطنية الدينية الراسخة التي اعتدناها منكم بصونكم لأمانات الأجداد ومصداقية تعاطيكم مع قيم السلف الميمون”.
مضيفاً “إننا نولي رعاية خاصة لتوجيه شبابنا الفاعل إلى أهمية التمسك بأصالة العادات الشريفة، وأرقى التقاليد، حفاظا على وحدة الصف والكلمة، ليبقى البناء السليم للمجتمع الآمن المطمئن بجميع شرائحه وأطيافه، بعد الابتعاد عن مظاهر السوء والرذيلة والانحراف، فنحن في دولة قانون، نترك الأمر لأولي الأمر، نوجه بعضنا ونرشد بعضنا، ولا نكون مكان إدانة، ولا نحمل دماء بعضنا، فدم السوري على السوري حرام، كلنا إخوة والأصل واحد، يهمّنا كل شاب وكل رجل وكل أصيل”.
وأكمل “أبناءنا الغوالي لا تكونوا وسائل لتنفيذ مخططات مدمرة أيا كانت مصادرها، ولا تنجرّوا خلف عناوين تأتيكم بكلام يبدو محقا ويراد به الباطل، لستم وسائل بيد أحد، ولستم أدوات لأحد، ولسنا تابعين لأحد، فالطاعة لرب العالمين وحده بالحق والتقوى”.
موضحاً “فما نشهده على ساحة المحافظة شيء معيب، نهدد بعضنا بالقتل في سبيل من … لغاية ماذا؟ من سيخدم موتنا، ؟؟؟ إلا أننا سنحمل دماء بعضنا، ويشتعل الجبل بما فيه، فيصبح للكل ثأر دماء على الكل … وعيب علينا أن نمرر فرصا كهذه لأصحاب النوايا الخبيثة العابثين بمجتمعنا وكافة أطياف المجتمع السوري الذي ندعو دوما لتماسكه”.
وتابع “من المخجل أن يكون أحفاد الأبطال والمحررين قتلة لبعضهم، وعيب أن نتحرك ضد بعضنا … فأمامنا أعداء واضحين، وأخطاء كبيرة يتوجب علاجها بالعقل والتبصر، وما يتوجب على الدولة مطلوب من الدولة لا منا ضدّ بعضنا، ولا أن نكون مردّدين خلف أحد، ثم يرمون ما تبقى منا الى التهلكة لذلك نهيب بكل رجل يحمل أصوله على جبينه أن يعود الى بيته دون أي أذى لأخيه ، ومن يخالف رأينا ويسفك الدماء ، سنوقع عليه الحد الديني ، ونتخذ بحقه قرارا اجتماعيا لا يجوز نقضه ، مهما كان توجهه أو انتماؤه وكائنا من كان داعموه وممولوه”.
كما أضاف “أبناءنا … عودوا إلى رشدكم واستهدوا بالله فالشر من شرارة والعلاج بالعقل لا بالسلاح بالحوار لا بالقتال، وليعد المخطئ الى الصواب تحت راية الجماعة لما فيه من خير لمجتمعنا المتماسك، فالخلافات السياسية سيحلها أصحابها على طاولاتهم، وفي مواقعهم، لا في شوارعنا، ولا بدماء أبنائنا، وليست أرواح أهلنا بمطايا لأحد، ولا لرصف الأغاني والتلاعب بعواطفنا عبر تسميات يزاودون بها علينا لنقتتل”.
وشدد على أن “الصلاح والتقوى ، وحفظ المال والعيال ومرضاة الحقّ سبحانه هدفنا ، ولا نقبل بالمظاهر البشعة مما يحصل لأنكم أنتم الوطن ، ودونكم لا قيمة للعيش ، وبلا نخوتكم لا يكون الانتصار على العدو الحقيقي لا على بعضكم ، لأننا نطبّق ما تعارفنا عليه تحت ظلال الحق والقانون بروية وحق وتبصر ، لا بعشوائية وقرارات خارجية دخيلة”.
مبيناً “فنحن لا ننتمي لفئة بل ننتمي لوطن كنسيج متكامل مع أطيافه الدينية والسياسية والاجتماعية كلّها ، وعلينا أن نساهم في إعادة النهج إلى دربه الصحيح فأبناؤنا فاضلون ، وكبارنا طاهرون ، وعاداتنا أصيلة ، ومضافاتنا مدارس ، وقراراتنا لا يوجهها أحد إلا وفق ما يمليه علينا توافق إرادة الأهل بالرشد والصلاح”.
ولفت سماحة الشيخ في ختام البيان “ولا ننسى أن نشير الى التناغم ورسوخ الأصالة والتآخي الصادق بيننا وبين أهلنا الصادقين الأوفياء في سهل حوران، ونحن نقف أيضا بجانب الإرادة الشعبية الأهلية الاجتماعية الأصيلة لهم ضد كل مظاهر وظواهر الفساد والقتل والأذى، فجراحنا واحدة وآلامنا واحدة، ونحن وإياهم تحت ظل القانون والعادات والأصول التي توافقنا عليها كما سنها الأجداد والأصلاء”.