ما سبب طرد الأهالي دورية روسيّة من بلدة القريّا ؟

طرد مواطنون من بلدة القريّا جنوب السويداء، دروية روسية دخلت ساحة البلدية، صباح اليوم اليوم الاثنين، احتجاحاً على الدور الروسي إزاء الأحداث التي شهدتها المنطقة.

وأكدت مصادر محلية من بلدة القريّا للسويداء 24، أن مجموعة من أهالي البلدة، تجمعوا حول آليتين للقوات الروسية، “بي أم بي” و”جيب”، في ساحة البلدية، وطلبوا من المترجم المتواجد مع القوات الروسية مغادرة البلدة بشكل فوري.

ولفتت المصادر إلى أن المواطنين الذين طردوا الدورية، أبلغوا المترجم استياءهم من دور روسيا في المنطقة، خصوصاً بعدم التزامها بتنفيذ البنود المتفق عليها في المنطقة، بما يتعلق بالأراضي الزراعية غرب بلدة القريّا، التي يتعرض فيها المزارعين لاعتداءات مستمرة.

فيما صرح أحد شباب بلدة القريّا للسويداء 24، أن وجود الدورية الروسية كان مستفزاً لهم، معتبراً أن روسيا دولة محتلة للأراضي السورية، ووجودها غير الشرعي على حد وصفه، كان غطاء لسفك دماء أبناء البلدة، مؤكداً أنهم طرف غير مرحب به في البلدة.

وأكد أن حالة الاحتقان في البلدة من القوات الروسية، نابعة من دورها السلبي في المنطقة، مشيراً إلى أن هناك مجموعة كبيرة في البلدة ترفض مرورهم أو تواجدهم، وستعمل على طردهم في كل مرة بحاولون دخول البلدة فيها.

في حين ذكرت مصادر إعلامية في القريّا، أن الوفد الروسي كان برئاسة الجنرال “ميخائيل”، الذي دخل إلى مبنى البلدية بعد انتهاء زيارته من مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، وترجل عناصر الدورية في ساحة البلدية، الأمر الذي لفت الأنظر ودعا بعض شباب البلدة للتجمع وطرد الدروية.

وذكرت صفحة “القريا اليوم” عدة أسباب لطرد الدورية، من بينها أن أبناء بلدة القريا لن تتفاوض إلا مع سوريين، وأن روسيا قدمت سابقاً كثيرا من الوعود ولم تلتزم بأي منها، إضافة إلى أن الأرض الغربية ماتزال منطقة نزاع مسلح ولم تستطع روسيا تنفيذ بند واحد من البنود المتفق عليها سابقاً مع الحكومة السورية.

وأضافت الصفحة أنه لن يتم تنفيذ أي اتفاق أو تفاوض ما لم يكون شباب البلدة من الفلاحين المتضررين أو المقاتلين على الأرض والمطلعين على جميع التفاصيل مؤيدين وموافقين، وفق روايتهم.

مؤكدين أن مسألة الأراضي تحصيل حاصل بالنسبة لهم، و”إن كان هناك بعض التاخر في استعادة الحقوق فذلك لأننا نحاول عدم اراقة الدماء واعطاء العاملين في الجانب السياسي والاهلي الوقت الكافي لمحاولة تحقيق مطالبنا وفي حال لم نجد نتائج مرضية على أرض الواقع لا يسعنا عندها الا ان نستعيد حقوقنا بالقوة”.

كما أكدت أن شباب البلدة أبلغوا الجنرال الروسي بشكل واضح أن القريا لن تكون ممر لأي مشاريع خارجية أو طائفية ولا عسكرية من أراضي القريا باتجاه مدينة بصرى، وأن مشكلة القريا في الأراضي الغربية لم تعد مع اهالي بصرى وحوران بل مع المسلحين المقيمين غرب القريا.

من جانب أخر، أكد مصدر مطلع في محافظة درعا للسويداء 24، أن الدورية الروسية ذاتها، كانت في جولة اعتيادية على مدينة بصرى الشام وبعض قرى ريف درعا الشرقي، مشيراً إلى أن مهمة هذه الدوريات، الاطلاع على واقع مناطق التسويات والحواجز العسكرية للنظام في ريف درعا.

يذكر أن بلدة القريّا شهدت تطورات عديدة منذ عام 2020 الفائت، تطورت لنزاعات مسلحة، حيث تم احتواء الخلافات بين فصائل البلدة وفصائل بصرى الشام، لتتجدد النزاعات مطلع العام الحالي بين مزارعي البلدة ورعاة المواشي، مما حرم الأهالي من الوصول إلى أراضيهم.