دار عرى: نُدين التمثيل بالجثث.. ونؤكد على عمق العلاقة الأخوية والوطنية بيننا وبين العشائر البدوية الأصيلة



صدر بيان عن الصفحة الرسمية لدار عرى في محافظة السويداء، يوم الأحد، جاء فيه:

“قال تعالى في محكم تنزيله

وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ

شهدت محافظة السويداء منذ أيام حادثة مؤسفة تضاربت الروايات حولها بين طرف يدعي تعرضه للهجوم وطرف أخر يدعي تعرضه لاعتداء بعد رفض مجموعة أشخاص التوقف على حاجز لمجموعة محلية، لن نخوض هنا في الحكم على الحادثة حتى تتبين فصولها، لكننا نُدين التصرف الذي حصل بتعليق جثة أحد القتلى والتمثيل بها، من أي طرف كان ومهما كان انتماؤه، ومن يستحضر حوادث غدر وتنكيل تعرض لها شبابنا وأبناؤنا، فإننا نؤكد أن الأصيل لا يقتدي بالمجرم، وليس من عاداتنا وتقاليدنا أن نقارن أنفسنا بالمجرمين والمارقين، كما نرفض أن ينصب أي طرف نفسه قاضياً وجلاداً.

إن أبناء العشيرة المعروفية، وعلى مر الزمن، وفي جميع الصراعات التي خاضوها دفاعاً عن أرضهم وشرفهم، لم يمثلوا بالجثث، ولم يقتلوا الأسرى، فليست هذه التصرفات من شيمنا، ولا هي من عاداتنا الأصيلة، وهي تصرفات مرفوضة ومستنكرة دينياً واجتماعياً، ونؤكد أنها تصرفات فردية لا تمثل مجتمعنا.

كما نشير إلى أن هذه الممارسات ليست وليدة اليوم، ولا تعبر عن مجتمع بكامله، إنما تعبر عن من يرتكبها وحده، ومن يحرض عليها، ولطالما مرت حوادث مؤسفة وجرائم تمثيل بالجثث وقتل وخطف طالت أفراداً من جميع المكونات في هذه المحافظة، وفي عموم البلاد، في ظل هذه الظروف القاسية والحرب التي انهكت البلاد والعباد. لكن علينا أن لا نعمم هذه الحوادث، ولا نلصقها بمجتمع أو مكون معين.

إننا نؤكد على عمق العلاقة الأخوية والوطنية بيننا وبين العشائر البدوية الأصيلة في محافظة السويداء، فنحن وإياهم على خطى الأجداد، بيت واحد وكرامة واحدة، متعايشون على هذه الأرض منذ مئات السنين، فرحنا واحد وحزننا واحد، ووجود ثلة قليلة من المجرمين أو المسيئين هنا أو هناك، يقابله وجود أكثرية من الشرفاء الصادقين، فكم ارتكبت الجماعات الإرهابية جرائماً يندى لها الجبين من دير داما إلى الحقف وحران وطريق المزرعة وغيرها، لم نقبل حينها أن تعمم هذه الجرائم على أخوتنا أبناء العشائر، ولا نقبل اليوم أن تعمم أي انتهاكات أو جرائم بشعة على أي مكون.
      لؤي شبلي الاطرش
             دار عرى”