الإفراج عن “البداح”.. وعشائر السويداء تعلن موقفها

أفرجت “قوات مكافحة الإرهاب”، الخميس، عن مختطف من عشائر البدو لديها، وسط أنباء عن إمكانية تسليمها جثة مختطف أخر قيل إنه قتل تحت التعذيب، وذلك ضمن اتفاق مع وجيه عشائري بدوي. وترافق ذلك مع صدور بيانات من جهات سياسية وأهلية مختلفة، تعليقاً على الحوادث الأخيرة في بلدة المزرعة غربي السويداء.

وصدر عن “قوات مكافحة الإرهاب” و”حزب اللواء السوري” وقائد “تجمع أحرار العشائر”، بيان مشترك، الخميس، تضمّن اتفاقاً على “وأد الفتنة ومواجهة كل من يسعى إليها”. ورغم أن “القوات” تابعة للحزب، إلا أنهما وقعا بشكل منفصل على البيان، الذي وقع عليه أيضاً قائد تجمع أحرار العشائر من دون ذكر اسمه.

وتأكدت السويداء 24، من أنه الوجيه السوري-الأردني راكان الخضير. ويقيم الخضير حالياً في المملكة الأردنية، وكان يتزعم فصيلاً عسكرياً معارضاً ينشط في درعا واللجاة، قبل اتفاق التسوية في الجنوب عام 2018. في حين يقود “قوات مكافحة الإرهاب” سامر الحكيم المقيم في السويداء، ويقود حزب اللواء السوري مالك أبو خير المقيم في فرنسا.

البيان المقتضب قال إن “الاشتباك الذي حصل هو أمر واقع وقد انتهى بمجرياته وإن من تعدى لقي حتفه”، في إشارة إلى اشتباك غامض وقع على حاجز مؤقت لـ”قوات مكافحة الارهاب” في بلدة المزرعة قبل أيام نتج عنه مقتل شاب من أبناء عشائر بدو السويداء وتعليق جثته في ساحة بلدة المزرعة. ولذا، فقد أضاف البيان، أن “قوات مكافحة الإرهاب تعترف بأن التمثيل بالجثث هو أمر مسيء حسب الأعراف والتقاليد الإنسانية وسوف نقوم بالتحقيقات اللازمة لمعرفة العناصر الذين ارتكبوا هذا الأمر المسيء ومحاسبتهم”.

وأضاف البيان إن الطرفين تعاهدا “على تشكيل لجنة مشتركة متفق عليها.. للوقوف على التحقيقات حول وفاة الشاب نهار المفلح وقبول ما ينتج عن هذه اللجنة”، وذلك في إشارة إلى أنباء انتشرت البارحة عن مقتل نهار المفلح تحت التعذيب على يد “قوات مكافحة الارهاب”. والمفلح من أبناء عشائر بدو السويداء، وقد تعرض للخطف بعد ساعات على “اشتباك” حاجز المزرعة. وكان المفلح حينها برفقة راجح البداح من العشائر أيضاً، والذي ظهر في مقطع مصور نشرته “قوات مكافحة الإرهاب” وهو يعترف بالتعامل مع الأمن العسكري والتحضير لمؤامرة لمهاجمة حاجز “قوات مكافحة الإرهاب”، بالإضافة إلى سرده أسماء من قال انهم متورطين معه في تجارة المخدرات، ومنهم من تبيّن أنهم أموات منذ سنوات، ما أضعف شهادته التي اعتبرها كثيرون أنها منتزعة تحت التعذيب.

وأعقب صدور البيان الافراج عن راجح البداح، من منزل سامر الحكيم، وسط أنباء عن وجود اتفاق بين تلك الأطراف، على تسليم جثة نهار المفلح أيضاً. وكان الاتفاق ينص على استلام مدير أوقاف السويداء وقائد شرطتها للجثة في قرية المزرعة. ولكن قائد الشرطة رفض ذلك، وطلب تسليم الجثة أصولاً لمخفر بلدة المزرعة.

البيان لم يقنع عشائر بدو السويداء التي أبدت غضبها على مقتل نهار المفلح، وعلى تعليق جثة أحد أبناءها، فأصدرت بياناً باسم “أبناء العشائر العربية في السويداء”، الخميس، نفت فيه “صحة البيان المذيل بتوقيع قائد تجمع أحرار العشائر وحزب اللواء السوري وقوات مكافحة الارهاب” نفي صحة تمثيل الوجيه راكان الخضير لها، ويبدو أن المقصود بالنفي هو نفي صحة تمثيل الوجيه راكان الخضير لها، مؤكدة أنه “فبركة من زمرة خارجة عن الله والوطن ارتهنت للخارج وباعت نفسها لأعداء الوطن مقابل حفنة من الدولارات”.

وقال البيان إنهم يضعون انفسهم تحت تصرف “الدولة الوطنية السورية والقضاء السوري للنظر في هذه القضية”، وأضاف: “كلنا أمل بعقلائنا ومشايخنا الكرام ووجهائنا الأفاضل وأخوتنا شرفاء الجبل أن نكون يداً واحدة في إحقاق الحق وسيادة القانون بما يتوافق مع أعرافنا وتقاليدنا المشتركة التي ورثناها معاً وسنورثها إلى الأبناء والأحفاد”.