أفلس التاجر.. فخسر الأهالي مئات الملايين واشتعلت الخلافات

كشف توتر شهدته قرية “الجنينة” اللثام عن خسارة الأهالي مبالغاً مالية طائلة تجاوزت المليار ليرة سورية، بعد إفلاس تاجر كان يشغل أموالهم مقابل الفائدة، وعن حوادث مشابهة حصلت في السويداء خلال الفترة الماضية.

مصادر محلية في قرية الجنينة شمال شرق السويداء، قالت للسويداء 24، إن تاجراً كان يتمتع بسمعة حسنة، عمل منذ سنتين في جمع الأموال من أهالي القرية والقرى المجاورة، مقابل  فوائد بنسب عالية، مستغلاً سمعته وإقبال المواطنين على متجره لشراء المواد الغذائية.

التاجر “حسين علي أبو عقل” جمع أكثر من مليار ليرة سورية خلال سنتين، وقبل شهر، توقف بشكل مفاجئ عن إعطاء الفوائد للأهالي، وأعلن أنه وقع بضائقة مالية، ثم توارى عن الأنظار بعد تلقيه تهديدات وقيام أحد الأشخاص بسلب سيارة محملة بالبضائع يملكها واحتجازها لمطالبة التاجر بتسديد المبالغ المستحقة عليه.

وأضافت أن عائلة التاجر اجتمعت عدة مرات مع أهالي القرية، وأكدت سعيها لتحصيل حقوقهم وأموالهم، وطلبت توفير الحماية للتاجر كي يتمكن من العودة إلى بيته وبيع مستودعاته وطلبت تشكيل لجنة من الأهالي تعمل على تسديد المبالغ المستحقة على التاجر خلال مدة زمنية لا تقل عن سنة.

لكن الخلافات تجددت في القرية بعد هجوم مجموعة من الخارجين عن القانون، على منزل أحد أقارب التاجر، يدعى “منصور كمال أبو عقل”، واختطافه تحت تهديد السلاح من داخل منزله، رغم أن التاجر المقرب منه مديون له أيضاً بمبالغ مالية، لتشهد القرية حالة من الفوضى وإطلاق نار على منزل التاجر ومحلات المقربين منه.

لافتة إلى أن مجموعة تابعة لفصيل محلي من القرية توجهت على صوت استغاثة والدة المخطوف، للاستفسار عن ما يحصل، فاعترض سيارة المجموعة بعض الأشخاص في حارة منزل المخطوف، في محاولة منهم لتحويل المشكلة إلى خلاف عائلي، فحصل شجار بين الطرفين كاد يتطور لصدام بين عائلات القرية.

وأكدت أن عناصر الفصيل تجمعوا على إثر الحادثة، وتوجهوا إلى منزل الشخص الذي يحتجز المخطوف، وقاموا بإطلاق سراحه وتسليمه إلى عائلته في منزل شيخ البلد. وسط رفض الأهالي أي اعتداء على عائلة التاجر أو أقاربه، وتحميل المسؤولية للتاجر وحده.

حادثة قرية الجنينة ليست الوحيدة من نوعها خلال الفترة الماضية، فقد أكدت مصادر السويداء 24، وقوع حادثة مشابهة في نفس الفترة بمدينة السويداء، وخسارة عشرات المواطنين مبالغاً مالية وضعوها مع “مجد جمول”، كان يمنحهم الفوائد، وأعلن إفلاسه بشكل مفاجئ.

ووثقت السويداء 24 في مدينة السويداء، حالتي انتحار خلال الأسابيع الماضية، لشخصين وضعوا أموالهما لتشغيلها بالفائدة، وخسروها بشكل مفاجئ، وسيدة توفيت بأزمة قلبية، جراء ذات الأسباب، ما يضع إشارات استفهام عديدة حول إفلاس عدة أشخاص يعملون بتشغيل الأموال بالفائدة على مستوى المحافظة.

وتشير المعلومات إلى أن مشغلي الأموال بالفائدة، يتعاملون مع شخصيات نافذة في العاصمة دمشق، ويركزون على جمع الأموال من الأهالي بالعملة الصعبة، ليعلنوا بشكل مفاجئ عن إفلاسهم، مما يؤدي إلى خسارة الأهالي مبالغاً طائلة.

تجدر الإشارة إلى أن محافظة السويداء شهدت خلال السنوات الماضية العديد من حوادث النصب التي تعرض لها الأهالي في قرى وبلدات مختلفة، بعد تشغيل أموالهم بالفائدة، ليخسروها بشكل سريع، فلماذا لا تزال هذه الظاهرة مستمرة رغم التجارب السابقة ؟