“المكدوس” يودع موائد الفقراء في السويداء

سجلت أسعار مواد تكوين “المكدوس”، أرقاماً فلكية خلال العام الحالي، مقارنة بدخل السوريين، مما يجبر الكثير منهم على نسيان هذا النوع من المأكولات التي كانت تعد مونة الفقراء.

ورصدت السويداء 24 أسعار المواد الأساسية لتكوين “المكدوس” في أسواق السويداء، إذ تراوح سعر كيلو الباذنجان المدوّر الصغير بين 600 إلى 750 ليرة وبصعود، وقفز سعر كيلو الثوم إلى 5000 ليرة، فيما سجل كيلو الفليفلة 1000 ليرة وأكثر.

تنكة زيت الزيتون سجلت 250 ألف ليرة، بينما وصل سعر الليتر من زيت الصويا إلى 8 آلاف ليرة في حال الإستعاضة عن زيت الزيتون، والجوز البلدي سُعّر بقرابة 50 ألف. ويأتي ارتفاع الأسعار في ظل فقدان مادة الغاز وتجاوز سعرها في السوق السوداء 50 ألف ليرة.

أم أحمد (اسم مستعار)، كشفت للسويداء 24 بغصّة ما آلت إليه الأُسر من ضيقٍ معيشيّ، موضحة عدم قدرتها على إعداد مكدوس المونة هذا العام. وحتّى الكثير من المؤن الغذائيّة التي تحتاجها العائلات في الشتاء، مبينة أنّ تدهور الوضع المعيشيّ حرم هذه الأُسر من تموين نفسها حتّى بأقلّ الكميات لتلبية رغبة أطفالهم.

وتشير التقديرات، لوصول تكلفة حبّة المكدوس الواحدة إلى 1000 و 1200 ليرة سوريّة، وهو ما أكده عميد كلية الاقتصاد الثالثة بالقنيطرة محمد كنج، حين بيّن آفّات التدنّي الهابط للأجور، وانعكاسها سلباً على الوضع المعيشي للعائلات، مقابل تضاعف الأسعار عشرات المرات، وعدم التدخل الحكومي أو العمل لإيجاد حلول واستثمار الموارد بشكلها الصحيح في البلاد.

المكدوس الطعام الشامي الشهير و الذي تشتهر به بلاد الشام وخصوصاً سوريا منذ القِدم، يودّع بموسمه هذا الكثير من البيوت، وتفقده غرف المونة التي دأب السوريون على تشييدها في منازلهم، كعُرفٍ أزليّ خوفاً من المجاعات والقحط، تخلو اليوم من أغذيتها المجففة و المحفوظة منها غمراً بالزيت أو كبساً بالماء المالح، بعد أن كانت لا تغيب حتى عن موائد الفقراء.