بعد حرب بيانات في فيسبوك، اندلعت اول مواجهة مسلحة بين قوات من الدفاع الوطني و”قوة مكافحة الإرهاب” التابعة لحزب اللواء في السويداء، ما أسفر عن وقوع اصابات.
صباح اليوم، وصل إلى بلدة الحريسة، وفد من قيادة الدفاع الوطني في السويداء برفقة عشرات العناصر، وبعضهم كان ملثماً. وفي أثناء اجتماع لقيادة الدفاع مع بعض أهالي القرية، وصل عناصر من “قوة مكافحة الارهاب” ذات الحضور القوي في القرية، وتشاجروا مع عناصر الدفاع الذين يحمون الاجتماع. وتطور الموقف لإطلاق نار مؤدياً لإصابة 6 عناصر للدفاع، معظم الإصابات بأقدامهم، وإعطاب عدة سيارات بعضها مزودة برشاشات متوسطة واستيلاء القوة عليها.
بعد الاشتباك، انسحب عناصر الدفاع الوطني من قرية الحريسة وتوجه قسم منهم لنصب حواجز في مدينة السويداء، وعلى طريق ريف السويداء الشرقي، وعلى طريق ريف السويداء الجنوبي. ووصلت لمؤازرتهم مجموعات مسلحة تابعة للأجهزة الأمنية، من بينها مجموعة تابعة لشعبة المخابرات العسكرية بقيادة راجي فلحوط الذي بدأ مؤخراً بتجنيد مقاتلين مقابل رواتب شهرية.
الحواجز الجديدة تحرشت بأهالي القرى التي تشهد حضورا ل”قوة مكافحة الارهاب” وخربوا سياراتهم. وأكد شهود عيان أن العديد من اهالي تلك القرى تعرضوا للضرب وسط انباء عن اختطاف 4 مدنيين.
وبعد ذلك انسحب مسلحو الاجهزة الامنية، في حين تجمع العشرات من أقارب المخطوفين، قرب مقر الدفاع الوطني في المقر السابق للشرطة العسكرية في مدينة السويداء. وأطلق ذوو المخطوفين النار بالهواء، وطالبوا بإطلاق سراح المخطوفين. ولا تزال الأوضاع متوترة في المدينة حتى اللحظة، حيث هناك انتشار لمسلحين من طرفي الخلاف في مناطق متفرقة.
“قوة مكافحة الإرهاب” أعلنت في بيان لها ان “الدفاع الوطني” قام ب”خطوة استفزازية” عندما توجهت قيادته الى بلدة الحريسة برفقة أفراد تابعين لعصابات “إرهابية”. وقالت القوة إنها لا تزال تأخذ موقف الدفاع لا الهجوم، وحذرت الدفاع من أي خطوة استفزازية جديدة، واعتبرت أن قيادته تضع القوة عدواً لها، وحملتها المسؤولية عن أي تصعيد في الفترة المقبلة، وطالبت عناصر الدفاع بعدم الانجرار “في معركة الرابح فيها تجار مخدرات وعصابات تابعة الإرهاب والخطف”.
الدفاع الوطني قال في مواقع التواصل الاجتماعي، إن عناصره تعرضوا لاعتداء من القوة في الحريسة ورفضوا الرد. “الدفاع” انكرت مسؤوليتها عن الحواجز التي انتشرت في محيط المدينة.
مسؤول الأمانة العامة ل”الدفاع” رشيد سلوم، ظهر في فيديو حصلت السويداء 24 على نسخة منه، يدعي فيه حرصه على “السلم الأهلي” ويوجه عناصره بالتزام ضبط النفس. مصادر خاصة كانت قد اكدت قيام الدفاع مؤخراَ بعمليات تسليح واسعة وتجنيد أشخاص داخل المحافظة. كذلك تفعل الأجهزة الأمنية، بالتوازي مع استمرار “قوة مكافحة الإرهاب” بعمليات التجنيد أيضاً.
وتشير المعطيات إلى أن السويداء مقبلة على تصعيد بين فصائل وميليشيات متعددة الولاءات، وسط تخوف من الانزلاق إلى مرحلة اقتتال داخلي. بالنظر للروابط الاجتماعية والعائلية الموجودة في المحافظة، فحادثة الحريسة تحولت بشكل سريع لخلافات مناطقية. في حين أن ضباط المخابرات والأجهزة الأمنية يكتفون بمراقبة المشهد.