سيناريو فوضى وتصفيات في السويداء ؟

أعلنت “قوة مكافحة الإرهاب” الذراع المسلح لحزب اللواء السوري، احتجاز شخصين، قالت إنهما من “خلية اغتيالات” تابعة لشعبة المخابرات العسكرية، وتعمل لصالح راجي فلحوط وثلاث أشخاص من آل مزهر.

“القوة” قالت إنها “حققت” مع كفاح كحول وحازم أبو فخر المحتجزين لديها، وتبين لها أنهما كانا يخططان لاغتيال عناصر منها بأوامر من المخابرات العسكرية، وبالتنسيق مع راجي فلحوط. و نشرت صورة لبطاقة أمنية مؤقتة لصالح شعبة المخابرات العسكرية، منتهية الصلاحية منذ شهرين، تعود لحازم أبو فخر، وصوراً لأجهزة جوال وكمية من الحشيش المخدر، و20 غرام من مادة الكريستال المخدرة أو ما يُعرف محلياً الشبو، كما تحدثت عن مصادرة قاذف RBG.

مصادر السويداء-24 تشير إلى أن “القوة” احتجزت كفاح كحول قبل أكثر من شهر ثم أطلقت سراحه ويبدو أنها قبضت عليه مجدداً. في حين أن حازم أبو فخر شخص معروف بتورطه بجرائم عديدة وخصوصاً ترويج وتعاطي المخدرات، ومادة الشبو على وجه الخصوص، وكان على صلة مع راجي فلحوط، الذي احتجز بدوره شخصاً قبل أسابيع، واتهمه أيضاً بمحاولة اغتياله، إذ زعم حينها أن سامر الحكيم متزعم “قوة مكافحة الإرهاب” كلفه بمراقبة تحركات راجي من أجل اغتياله.

في سياق التطورات، فتح مسلحون ملثمون النار على محطة وقود وأحرقوها على طريق الرحى، يوم الجمعة، وسط أنباء غير مؤكدة عن اختطاف المسلحين لشخص ثالث محسوب على فلحوط.

الليلة الماضية، استهدف مجهولون منزلاً بقذيفة صاروخية مما أدى لأضرار مادية. صاحب المنزل أعلن عدم تبعيته لأي حزب أو جهة معينة، وتحدث عن وجود “طابور خامس” وجهات ترغب بخلط الاوراق في المحافظة.

ونشب أول صدام مسلح بين “القوة” و”الدفاع الوطني” في الحريسة، مطلع الشهر الحالي، استولت خلاله “القوة” على آليات للدفاع، لا تزال معظمها بحوزتها حتى اليوم. لتوحي هذه التطورات بمشهد جديد ينتظر السويداء وسط تخوف من سيناريو اغتيالات وتصفيات في الفترة المقبلة  في ظل ارتفاع حدة التوتر، وتعمق الخلافات بين الفصائل والجماعات المحلية المسلحة ذات الولاءات المتعددة، وحملة التجييش بين الخصوم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتبدو أجهزة المخابرات الغائب الحاضر عن المشهد الحالي، وعلى رأسها فرعي أمن الدولة والامن العسكري، فقد شرعت مؤخراً بزيادة أعداد المنتسبين لها بعقود مدنية داخل المحافظة، ومنحهم رواتباً شهرية تتراوح بين 200 ألف و300 ألف ليرة، وهي ذات المبالغ التي توزعها “القوة” لعناصرها في السويداء، والتي لم تعلن عن مصدر تمويلها حتى الآن، وتتهم خصومها بتلقي دعم من إيران وميليشيا “حزب الله”.

حتى الآن ساهمت تدخلات رجال الدين كالرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، وبعض الوجهاء التقليديين، في حل بعض الخلافات بين الأطراف المتخاصمة. لكنها حلول جزئية تؤجل موعد الصدام، الذي يبدو أنه بات من الصعب تداركه، في ظل انقسام حاد يخيم على المشهد، تقف وراءه أطراف مختلفة، لكن وقوده من أبناء المحافظة.