نعى عموم أهالي محافظة السويداء وبلدة سليم وآل أبو عساف، الفنَّان التشكيلي السوري فؤاد أبو عساف، الذي وافته المنيّة بعد صراعٍ مع المرض، عن عمرٍ ناهز 55 عاماً.
أبو عساف، صاحب مقولة،”مازلت أسعى وراء الجميل ولكني لا أدركه”، صنع في مسيرة حياته من حجار البازلت منحوتات شغفه ورؤياه المفعمة بالحبّ والجمال، فكان نتاجه أكثر من خمسة آلاف منحوتة، أُشيدت في الساحات السوريّة والعالميّة.
أسلوب الراحل فؤاد أبو عساف، ولّد من رحم البيئة البازلتيّة المتميّزة بها محافظة السويداء، أعمالاً فاقت الخيال، فكان منها المنحوتات الصغيرة والمتوسّطة والكبيرة التي فاق وزنها عشرات الأطنان وبأطوالٍ تعدّت عدد أصابع اليدّ بالأمتار.
مزيّناً بأعماله من منحوتات، ساحات المحافظة ومعارضها، ولتصير مقصداً للفانين والمهتمين حول العالم، لما شهدت به تماثيله الفنيّة من تطويّعٍ وليونة لحجار البازلت على يديه، وليكون ابن هذه الأرض، بشهادة صخرها الصلب الذي رضي بلمساته عليه، فكان على وشك أن ينطق.!
وانتشرت أعمال فؤاد، بصورةٍ لا تحصى، ومنها “سيزيف السوري” و مذكرات طفل سوري (دون كيشوت) و”حبة القمح” و”ليدا” و”الأوزة” و”روزا” و”حجر الصوان” وكذلك منحوتة المرأة السورية التي تزين إحدى ساحات محافظة السويداء، فضلاً عن تأسيسه الملتقيات النحتيّة الدولية بالسويداء كالتي بتل “جلجلة” وموقع “سيع” السياحي.
الفنَّان التشكيلي الراحل فؤاد أبو عساف، خريج كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق قسم النحت، والمدرّس لذات قسمه بالكليّة وفي معهد الفنون التطبيقيّة، رحل عن سوريا تاركاً روحه تشارك البازلت، ولتكون خالدة في طيّات حروف الصخر المحفوف على يديه، تقول: هذا الجمال لأصحاب هذه الأرض.