إدفع لتحصل على جواز السفر.. والحكومة تراوغ

يتزاحم مئات المواطنين يوميّاً، أمام فرع الهجرة والجوزات في مدينة السويداء، مرغمين على الإنتظار ريثما يتمّ منحهم جوازات السفر الخاصة بهم، بعد مرور أشهر على التقديم عليها، دون أي إنفراج في الأفق.

باب جديد للفساد

مائتا ألف ليرة، دفعها أحد المواطنين للسماسرة، كانت كفيلة صحلوه على جواز السفر من فرع الهجرة والجوازات خلال مدة لك تتجاوز شهر واحداً. في حين ينتظر مواطن أخر منذ شهر تموز/يوليو الماضي حصوله على الجواز.

أحد المتقدمين للحصول على جواز سفر، أشار للسويداء 24، عن حالات النصب والفساد المعمول به من المنتفعين وأيضاً من موظفين داخل فرع الهجرة والجوازات، فطلب الرشاوى لتزكيّة المحتاج والمضطر لاصدار جوازه، صنع مكسباً مادي للبعض.

مؤكّداً بأنّ فرع الهجرة قام مؤخراً بفرض توقيع على تعهّدٍ خطيّ، لكل صاحب طلب جواز، ينصّ على إمهال فرع الهجرة والجوازات مدة 40 يوماً حتى اصدار الجواز وعدم مطالبتهم قبل انتهاء المدة، وهي الفترة المعنيّة بإصدار الجواز الفوري أو المستعجل، والتي كانت سابقاً تحدد بمدة 48 ساعة فقط من تاريخ تقديم الطلب.

وبيّن المصدر بإن هذه الإجراءات فتحت أبواب النفع غير المشروع لبعض السماسرة والقابضين على زمام الأمور في مركز القرار، وتخطت المبالغ الممنوحة من أصحاب الجوازات لمن يدعون تيسير عملها والإستعجال بإصدارها، مبالغاً بمئات الألوف، لتزكية أصحابها عن غيرهم.

أزمة هجرة أم ورق
وتؤكد مصادر السويداء 24، تفاقم مشكلة جوازات السفر يوماً بعد يوم، فتوعز الحكومة سبب التأخير لما تسميه بالحصار الجائر والذي سبب لها “أزمة ورق”، بحسب وصفها، بينما تصفها مصادر أخرى بالكارثة التي حلّت فوق رأس الحكومة جرّاء توافد الآلاف من المواطنين على أفرع الهجرة والجوازات بقصد السفر.

مشكلة اصدار جوازات السفر، خلقت العديد من المبررات والوعود الزائفة، إضافة إلى فضاءٍ واسع للفساد، إذ كثر السماسرة على أبواب الهجرة، إمعاناً منهم بحاجة المواطنين لمخلّص لهم من طابور الإقدام على الرحيل خارج سوريا.

وزير الداخليّة.. “عالوعد ياكمون”

اللواء محمد الرحمون وزير الداخلية صرّح خلال إتّصالٍ هاتفي بالتلفزيون الرسمي اليوم الأحد، أنّ الإنفراج في إصدار جوازات السفر، سيبدأ بتاريخ 10 الشهر القادم، وبأنَّ هذا الموعد المحدد، سيكون نهاية الأزمة لإصدار الجوازات وستعود الأمور لسابق عهدها.

إلّا أنّ رحمون كان قد أطلق تصريحين مشابهين خلال شهر آب الفائت، جزم في المرة الأولى أنّه في نهاية آب/ أغسطس ستوزّع كافة دفاتر الجوازات لكافة المتقدمين، وليمرّ الشهر دون أي تغيير،  يخرج أيضاً رحمون ويطلق وعوداً  لنهاية سبتمبر/أيلول، دون جدوى، ليعود اليوم ويحدد يوم العاشر من الشهر العاشر، موعداً أخيراً للتسّليم.