خطف وتعذيب محامي.. الجريمة المنظمة في السويداء

بعد ثلاثة أيام من اختفاء المحامي زاهر ثابت، سرّب خاطفوه مقطعاً مصوراً صادماً لمشهد تعذيب له. المحامي، الذي ظهر عارياً في الفيديو، ناشد عائلته لدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراحه.

وتعرض المحامي للخطف بالقرب من منزله في مدينة السويداء. وهو مشهود له بالنزاهة والأمانة في مهنته ما أكسبه بعض الخصوم من الخارجين عن القانون. إذ أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها للخطف. والمرة الأولى، كانت بسبب ترافعه بقضية ضد أحد قادة العصابات في السويداء. حينها، تم إطلاق سراح ثابت، بعد تصوير مقطع مصور مهين له، بغرض ابتزازه وثنيه عن متابعة القضية.

عائلة ثابت متحفظة على الكثير من التفاصيل خوفاً على حياته. وبحسب شهادات زملاءه ومعارفه، فإن ثابت لم يكن له خلافات شخصية، أو مشاكل مالية مع أحد.

المبلغ الخيالي الذي طُلب لفك أسر ثابت، يشير إلى أن الجهة الخاطفة لم تخطفه لقاء الفدية. إذ أن الوضع المالي للمحامي ثابت، كما غيره من زملاء المهنة، ليس مغرياً بأي شكل ليكون موضوعاً للخطف.

ويثير ذلك القلق، بسبب انتقال الخطف من عملية إجرامية ذات أهداف مالية إلى عملية إجرامية لتصفية حسابات. وإذا ما تأكد هذا الإتجاه، فإنه ينقل عمليات العصابات في السويداء إلى سوية جديدة مرعبة؛ الجريمة المنظمة التي تخدم أهدافاً متعددة؛ مالية وسياسية، وأيضاً لإرهاب وتكميم أفواه المعترضين ورافضي الفلتان الأمني ضمن المجتمع.

وقد بدأت بوادر هذا الإتجاه العام الماضي عندما طوّق أعضاء عصابة منزل قاضٍ وحاولوا خطفه. وقبل أشهر قليلة، داهمت عصابة منزل إعلامي على خلفية عمله في شبكة أخبار محلية. لكن، مع خطف ثابت، يبدو أن الفلتان الأمني دخل مرحلة جديدة في السويداء.