قمح السويداء.. تحديات وخطر على زراعته

تعاني زراعة القمح في سوريا عموماً، والسويداء خصوصاً، من تحدّيات ومخاطر عديدة، تُنذر بانهيار هذه الزراعة الهامة في المحافظة، وسط ارتفاع معدل انعدام الأمن الغذائي، بحسب تقارير أممية نشرت مؤخراً.

أحد مزارعي القمح تحدّث للسويداء 24، عن التهديد المحدّق بزارعة القمح في المحافظة، سيما وأنّ الحكومة السوريّة تنصّلت من عدة مفاصل كانت تدعمها في زراعة القمح، كالبذار وحصص المازوت للفلاحين، وأيضاً سبل تسويقه، ورعي استجراره من المزارعين.

مؤكّداً بأنّ استباق موسم حصاد القمح من الحكومة وتحديد سعر الكيلو منه، يفتح على الفلاحين أبواب التنّكيل والتحكّم من السوق السوداء، لعدم توفّر البذار رغم تحديد سعرها حكومياً، واضطرار الفلاح للتوجه إلى الشراء الحرّ، الذي تزيد قيمته بثلث أو ثلثي القيمة المالية.

وأوضح بأنّ سعر الكيلو بالسوق السوداء كان لا يتجاوز 1400 ليرة، إلى حين إصدار الحكومة تسّعيرتها الإفتراضيّة بدون وجود لبذار القمح لديها وبقيمة وصلت للكيلو 1500 ل.س، مما جعل أسعار السوق تحلّق بالمقارنة مع سعر الدولة وعدم توفّر المنتج إلى أكثر من 2200 ليرة سوريّة للكيلو.!

وأشار المصدر، إلى أنّ الدعم الحكومي يقتصر على توزيع كميات قليلة من المازوت لأجل آليات الحراثة والحصّادات إن وجد هذا العام، وإلى إرتفاع تكاليف زراعة الدونم الواحد من القمح، وما تطلّبه زراعته من أيدي عاملة وسماد ونقل وغيرها.

مبيناً خطورة زراعة القمح وما وصلت إليه، بعدما أعلنت الحكومة بيع السماد بالسعر الموازي للسوق السوداء، وعدم رعيها للزراعة المحليّة من القمح، وميولها لإستيراده طمعاً بفارق العملة والمرابح المعبأة بجيوب من هم أصحاب القرار والمستفيدين.

مخاوف فلاحي السويداء، كان قد أكّدها أيهم حامد مدير الزراعة في المحافظة، بعد أن صرّح بأنّ تخوف المزارعين من تدني الإنتاج واقع حقيقي لأنه وفق الكشف الحسي للمديرية على المحاصيل الحقلية من قمح وشعير، تبيّن أن الأراضي غير القابلة للحصاد المزروعة بالقمح تتجاوز مساحتها 70 بالمئة من مجمل الأراضي المزروعة، ناهيك بالحرائق التي طالت مساحات شاسعة من الأراضي، كالتي حلّت في محافظة السويداء قبل عامين، مخلّفة وراءها  تدميراً للناتج الزراعي من القمح.

فيما كشف تقرير للأمم المتحدة صادر عن منظمة “فاو” للأغذية والزراعة في سوريا، عن تدهور الإنتاج الزراعي للقمح وعدم امكانيّة الحكومة تغطية الطلب المحلّي عبر تحصيله دولياً بعملية شرائه المباشر.

وبيّن تقرير المنظّمة، أنّه ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة السورية، فإنّ محصول القمح في البلاد كان يقدر بأكثر من 4 مليون طن سنوياً قبل عام 2011، ليشكّل محصول القمح في العام الحالي 900 ألف طن فقط.

“الأمر المتعلق بالأمن الغذائي للسوريين مقلق للغاية، سيما وأنّ هناك 12,5 مليون يعانون انعدامه، والعدد قابل الإزدياد بظلّ تدهور محصول القمح في البلاد”. وفق ما أفاد به “مايك روبسون” ممثل منظمة “فاو” في سوريا.