“اللجنة الوطنية” في السويداء.. نداء إلى السوريين

وسط حالة الفراغ السياسي التي تعيشها محافظة السويداء منذ سنوات، وما تبعها من تهميش اقتصادي، وفلتان أمني، وتحديات عديدة، تمخضت اجتماعات عديدة لشخصيات وفعاليات سياسية مختلفة، من أبناء المحافظة في الداخل، عن تشكيل تكتل يحمل اسم “اللجنة الوطنية” قبل شهرين.

وتهدف اللجنة الوطنية، إلى المطالبة بحقوق الشعب السوري ووحدة ترابه أرضاً وشعباً وجلاء كافة القوات الأجنبية “عن وطننا النهائي سوريا”. وتدعو إلى نبذ العنف وإيقاف القتل وحقن الدم ومحاسبة المجرمين و الانتقال إلى مشروع الدولة القائم على الحرية والعدالة وتداول السلطة، بحسب تصريح أحد المؤسسين للسويداء 24.

مضيفاً أن اللجنة تشكلت من هيئة عامة، وتم انتخاب امانة عامة من 31 عضواً، والأمانة العامة انتخبت لجنة متابعة من 16 عضواً؛ رئيس، ونائب رئيس، وأمين سر، ولجنة صياغة، ولجنة اعلامية.

ويوضح أن اللجنة الوطنية ولدت بعد عقد اجتماعات عديدة، منذ العام الماضي، وتسعى لأخذ دور فعال على ساحة المحافظة، في ظل التحديات الراهنة، وتعمل على التعاون مع جميع القوى والشخصيات الوطنية على امتداد الجغرافية السورية. إذ تم الإعلان عن تأسيسها بتاريخ 20/8/2021، بعد اجتماع عام ضم حوالي 100 شخصية، وأصدرت بياناً يوضح موقفها وأهدافها وآلية عملها.

البيان التأسيسي

جاء في البيان التأسيسي للجنة الوطنية، أنه بالنظر للظروف الدقيقة والصعبة التي تعيشها سوريا عامة ومحافظة السويداء بصورة خاصة، و”انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الوطنية اتجاه القضية السورية وتداعياتها المتمادية وما خلّفتها من مآسٍ وكوارث على الوطن والمواطنين في الداخل والخارج”.

“فقد تداعت مجموعة من الشخصيات والفعاليات الوطنية لتدرس الأوضاع العامة، وخاصة على ساحة المحافظة، وتلمّس الحلول الممكنة لحالة الفلتان العام والغياب المريب لدور السلطات؛ المنوّط بها أصولاً الاضطلاع في مواجهة هذه الحالات، وتغييب دور الدولة عن أداء مهامها الحيوية في الحفاظ على الكيان الوطني العام”.

مشيراً إلى أن هذا التغييب أدى لاستفحال ظواهر عديدة كانتشار جرائم القتل والخطف المضاد بمعدّلات كارثية، وانتشار السلاح العشوائي وتفاقم مخاطره على الأمن والسلم المجتمعي، وتفشّي ظاهرة المجموعات المسلحة وعصابات التهريب والابتزاز وتجارة المخدرات، وخاصة بين الشباب وطلّاب المدارس بشكل خطير.

بالإضافة إلى التمادي بالاعتداء على الثروة الزراعية والحراجية عبر القطع والحرق وسرقة المحاصيل وخطورة هذه الجرائم على المصلحة والسلامة العامة، والمحاولات المتكررة لإيقاظ التناحرات الداخلية بين المكونات المجتمعية والعبث بالنسيج الاجتماعي وبثّ روح الفتنة بين أهل السهل والجبل لغايات مشبوهة.

ولفتت اللجنة في بيانها أيضاً إلى تفاقم مشكلات الخدمات العامة وخاصة توفير الحاجات الأساسية والتموينية وجنون الأسعار وجعل الحالة المعيشية خارج متناول شريحة واسعة من المواطنين، والعبث بخارطة الملكيات الخاصة والعامة لحساب جهات خارجية وصفتها بالمحتلة، و”ترافق ذلك مع انتشار لمذهب التشيّع وتغيير ديمغرافي وتهجير قسري في العديد من المناطق السورية”.

كما أكدت أن تغييب منطق القانون والمحاسبة، مما أدّى لفلتان أمني خطير ترعاه عصابات مسلحة ومنظّمة تحت نظر وإشراف الأجهزة الأمنية، وغياب كامل لحقوق الإنسان الأساسية؛ خاصة التوقيف التعسّفي خارج سلطة القضاء.

الخيار الوطني العام

أكد أعضاء اللجنة الوطنية، عدة بنود في البيان التأسيسي، على رأسها “الخيار الوطني العام ووحدة سورية أرضاً وشعباً، والتمسّك بالمرجعية الأممية والقرارات الدولية كمدخل لحلّ القضية السورية، وعلى طريق خلاصها من محنتها ومن كل أشكال الفوضى والظلم والاحتلالات الأجنبية الجاثمة على تراب الوطن، والوصول الى دولة وطنية ديمقراطية أساسها التعددية وسيادة القانون والمواطنة المتساوية”.

وقالوا إنه بدافع “المسؤولية الوطنية” وواجب الإسهام في حلّ هذه المشكلات والعمل على تحقيق الأهداف المرجوَّة، فلقد تم تشكيل لجنة وطنية للعمل والتعاون مع جميع القوى والشخصيات الوطنية على امتداد الجغرافية السورية.

نداء للسوريين

وجهت اللجنة الوطنية نداءً للسوريين في الوطن عموماً، وفي محافظة السويداء خصوصاً، تؤكد فيه أن السويداء جزء من الكيان الوطني العام ومن نسيجه الاجتماعي المتنوع، ولا بديل عن التكامل مع كافة المكونات والإثنيات في إطار الدولة الوطنية (دولة الحق والقانون)”.

كما شددت على نبذ وإدانة الشائنات التي تمارسها “جهات مشبوهة على مستوى ساحة المحافظة، الغريبة عن سجايا أهلها وعاداتهم وتقاليدهم المتناقضة مع تاريخها المشرف والتزامها الثابت بالقضايا الوطنية والقيم الإنسانية”.

وتساءلت: هل يعقل أن تصبح بوابات هذه المحافظة _التي تستقبل و ترحب بالضيف وتسعف الملهوف _ مصائد للغدر وأفخاخ مميتة للقاطنين والقادمين والضيوف؟! ‏نذكر حملة السلاح بأن سلاح أبناء هذه المحافظة لم يرفع يوماً إلا في وجه الأعداء ولم يكن رصاصه غادرا مستهدفا الأهل والأشقاء.

مضيفة أن هذا الظرف العصيب يستوجب وقفة مشرّفة لتطهير وجه هذه المحافظة من أدران العبث، واللصوصية وأشكال التعدي المختلفة على الأرواح والممتلكات، وإحياء نواميس النخوة والشهامة والإيثار والانتماء الوطني.