انتفاضة البطاقة الذكية

رفضاً لقرار توزيع الخبز عبر البطاقة الذكية، وتحديد كمية معينة للعائلات حسب عدد أفرادها، شهدت عدة مناطق في السويداء استياءً شعبياً تحول لنوع من الاحتجاج، مما أربك المعنيين وأجبرهم على اتخاذ إجراءات مؤقتة.

احتجاج الأهالي شمل عدة مناطق، بداية من فرن السويداء الآلي، ثم بلدة القريّا، واليوم مدينة صلخد، وبلدة المزرعة، إذ تشابهت آلية الاحتجاج من تجمع بعض المواطنين أمام الأفران، ورفض استلام الخبز بالآلية الجديدة، واعتبارها إذلالاً لهم، من ناحية التوقيت المفروض لتوزيع الخبز، والكميات المحددة.

مسؤولو الأفران في المناطق التي شهدت اعتراضاً على الآلية، تواصلوا مع المحافظ ومع مدير المخابز والجهات المعنية، وطلبت الأخيرة بيع الخبز دون قطع البطاقة، لمدة مؤقتة، إلى حين إعداد دراسة لتعديل توقيت التوزيع، فيما يبدو أن القرار مؤقت فعلاً، والمعنيون يبحثون عن مخرج لانهاء الاحتجاجات، والتوزيع بآلية البطاقة الذكية، التي تم اعتمادها في بقية المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.


مصادر محلية، قالت إن دورية من الشرطة، وصلت إلى الفرن الآلي في مدينة السويداء اليوم، قبيل بدأ توزيع الخبز، وحدثت مشادة كلامية بين عناصر الشرطة وبعض المواطنين، لكن من المؤكد، أن السلطة لا ترغب باستخدام القوة لتطبيق هذه الآلية رغماً عن الناس، مما يضعها في موقف محرج، وقد تتجه لتقديم بعض التنازلات، كتغيير موعد التوزيع، وزيادة بعض الكميات، لكن قرار التوزيع عبر البطاقة الذكية، لا رجعة عنه على ما يبدو.

وبطبيعة الحال، هناك شريحة من الأهالي لا تمانع توزيع الخبز بالآلية الجديدة. أضف إلى ذلك، البعثيون، ومعظم الزعامات التقليدية، الذين تعتمد عليهم السلطة لإخراجها من أي مأزق.