تغلي الأسعار في أسواق السويداء، ويحجم الناس عن شراء الكثير من احتياجاتهم الضروريّة، حتى الغذاء والدواء من الصعب تأمينه، فما حال عيون الأطفال من محال الألعاب والحلويات، أمام رغبات الطفولة وانعدام القدرة الماديّة لذويهم.
يقول أحد أصحاب متاجر الألعاب والقرطاسيّة للسويداء 24، إن حركة البيع والشراء ضعيفة جداً، في وقت لم تعد البضائع المعروضة أمام المحال التجاريّة سوى لطفلٍ أرغم والدته على التوقّف، للمس دميةٍ أو كيس مكعّباتٍ معروض على الرصيف.
ويضيف التاجر: كنّا نقدّم العروض من هدايا للأطفال في موسم المدارس مع كلّ حقيبة دراسية مثلاً، إلّا أنّ ارتفاع اسعارها حجم عنّا مزايا اغراء عروض التسويق، وكذلك حرم أرباب العائلات من اقتناءها لأطفالهم، لميلهم إلى تأمين أولوياتهم من دفاتر وأقلام وغيرها.
لعبة صغيرة الحجم محشوّة بالصوف فاق ثمنها 10 آلاف ليرة، أمّا سداسيّة الأشكال التعليميّة فوصل سعرها إلى 16 ألفاً، لتتبدد أحلام الطفولة للصبية من مجسّمات الكرتون البلاستيكيّة التي تجاوز ثمنها 20 ألف ليرة، والقائمة تطول.
“أصعب ما في الأمر، أن ترى طفلاً من خلف الزجاج ينظر بشهوة وحسرة إلى قطعة حلوى ولا يطلبها”، يتحدّث صاحب محل لبيع المعجنات والسكاكر وتشّكيلات الحلوى، عن ما آلت إليه أسعار الحلويات وحتّى التي تباع بالقطعة، أصبح ثمنها يتعدّى أجور يوم موظف.
ويكمل بتبيان إنموذجاً بسيطاً بحسب تعرفات الوزارة وليس السوق الحقيقيّة، واق الشوكولا أكثر من 4000 ل.س، وقطعة الكيك 100 غرام بسعر 1500 ليرة، لتسعّر قطعة الكلير الواحد 500 ليرة وأكثر، عيون الأطفال فقط “للفرجة”.
وعلى الضفّة المقابلة لم تكن أسعار أكياس البطاطا “الشيبس” أفضل حالاً، وتراوحت بأحجامها المتعددة من ألف ليرة إلى 3 ألاف وما يزيد، وبالسؤال عن بيع قطع البسكويت غير المغلّفة، أفاد بعض التجّار لجمع أكثر من قطعة سويّاً وبيعها للأطفال، كثلاث قطع بخمسمائة ليرة، لعدم قدرتهم على شراء معلّبٍ كامل يحوي على 25 قطعة لا غير.
“وأحلام الأطفال قطعة حلوى”، هكذا قال نجيب محفوظ، ولم يكن من يبيع حلمه منها أفضل من يراها ولا يحظى بها، وفي النظرة العمليّة لأسعار السوق بقيت تصريحات الحكومة كلاماً استهلاكياً للإعلام، حيث أكّد مسؤولو الغرف التجارية عن حدوث فجوة لا تطاق بين السوق ودخل المواطن.