عمال السويداء.. أجور متدنية ومتاعب مضاعفة

يعاني العمّال المياومون في محافظة السويداء، من انخفاض أجورهم اليومية، وسط تجاهل نقابة العمال لشكاويهم، وتهرّبها عن سماع معاناتهم أو التحرّك لمساندتهم.

مهني يعمل في نجارة خشب البيتون، تحدث للسويداء 24، عن معاناة العمّال في المحافظة، بداية من قلّة فرص العمل وارتفاع معدّل البطالة في السنوات الأخيرة، مما زاد من مساومة العامل على قوت يومه، وإجباره للخضوع أمام أعمال مضنية لا يمثّل أجرها الماديّ أي نوع من التعويض عنها.

مبيّناً بأنّ النقابة المعنيّة تغفو في سباتٍ عميق ولا تكترث للشكاوى المقدّمة لها، من لزوم تعديل أجرة العمل اليوميّة لأصحاب الأعمال الحرّة ومساعديهم من مياومين، ولا حتّى بتحسين أجور أكيال العمل إن كانت بالأمتار أو المنفّذة بالحسبة “المقطوعة” أي المتفق عليها.

وأوضح :”تحدد أجرة ربِّ المهنة أو الحرفة بأفضل حال من 15 إلى 18 ألف ليرة، بينما يحصل المياوم المساعد على 8 ألاف ليرة لقاء يوم عمل كامل إن حظي به”. وأضاف: “أقلّ أجرة مواصلات تكسي بعد يومٍ مجهد بالعمل والتعب تتقاضى 4000 ما يساوي نصف أجار العمل”.

“ما إن حصل أحدنا عامل أو ذو مصلحة على أجرٍ بهذا الرقم، سيقابله نوع من الأعمال المنهكة والخطيرة وذات الصعوبة الفائقة”، يكمل المصدر، بأنّه يتوجّب على نقابة العمّال شمل أجورهم مع التكاليف التي وصلت إليها المعيشة بأقل تقدير، برفعها للحدّ المعقول.

مشيراً إلى أنه قبل ثلاث سنوات، كان يتقاضى الواحد منهم أجراً يصل إلى 5000 ليرة، وبسعر صرف للدولار 500 ليرة كمقياس على المعيشة، وعليه يجب أن تصبح أجرة العامل اليوم 35000 ليقابل تعبه، وهو يقبل بأجرة لا تتعدّى 25 ألفاً ولكن أيضاً لا يحصل عليها.

جهد وعرق جبين العامل لا تكترث له الجهات المعنيّة حتّى بإنصافه كمقابل ماديّ لتعبه أو استهلاك من صحّة جسده، يضاف لها تمكّنه من الحصول على فرصة عمل أمام الواقع المتدنّي لسوق العمل، في حين تنشط نقابات أخرى بمطالبة زيادة تعرفة ممتهنيها، كنقابة الأطبّاء وتصريح رئيس نقابتها كمال عامر مؤخراً عن ضرورة تحديد الاستشارة الواحدة للطبيب بقيمة 44 ألف ليرة.