بعد انتهاء عمليات التسوية الاخيرة في درعا، تتجه الأنظار إلى السويداء التي تتسرب معلومات عن اتخاذ السلطات في دمشق لقرارات جديدة تتعلق بملفها الأمني.
إذ عقدت اللجنة الأمنية في محافظة السويداء، اجتماعاً مغلقاً الاثنين، وفق ما نقلته مصادر خاصة للسويداء 24. اللجنة لم تدعو أحدا من المرجعيات، وقادة المجتمع في السويداء، والاجتماع كان مخصصا لمناقشة التعليمات الواردة من دمشق، التي لم يُفصح أعضاء اللجنة عنها حتى اليوم.
ملفات عالقة
وحسب معلومات السويداء 24، فان دمشق تتجه لحل بعض الملفات العالقة، كمسألة المتخلفين عن الخدمة العسكرية، وانتشار السلاح، والفصائل المسلحة، والمطلوبين في قضايا أمنية، والسيارات المسروقة او تلك التي لا تحمل أوراقا قانونية.
آلية حل هذه الملفات، غير واضحة حتى الآن. وتواجه اللجنة الأمنية تحديّات عديدة، أهمها أن اتخاذ خطوات غير محسوبة، كاستخدام العنف، قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع في المحافظة. لذا، يبدو أن دمشق تسعى في الفترة المقبلة، لتنظيم عمليات تسوية شاملة للمطلوبين، وتأجيل إداري للمتخلفين، على غرار ما حصل في محافظة درعا، وقد تتجه لعمليات أمنية محدودة النطاق.
دور اللجنة الأمنية
اللجنة الأمنية في السويداء، تضم رؤساء أجهزة المخابرات: الأمن العسكري، وأمن الدولة، والسياسية، والجوية، بالاضافة إلى المحافظ، وأمين فرع حزب البعث، وقائد الشرطة، ومسؤول الأمانة العامة في الدفاع الوطني. ويترأس اللجنة رسمياً قائد الفيلق الأول في الجيش السوري، المنتشر جنوب البلاد. لكل محافظة لجنة أمنية مشابهة من الناحية الهيكلية.
ومنذ اتفاق التسوية في الجنوب السوري في عام 2018، باتت صلاحيات اللجنة الأمنية محدودة في محافظة السويداء، ويقتصر دورها على تنفيذ التعليمات الصادرة عن مراكز القرار في دمشق.
المزاج الشعبي
يعاني أهالي السويداء من ضائقة معيشية واقتصادية تطغى على استياءهم من حالة الفلتان الأمني. وتعتبر شريحة اهلية واسعة ان الفلتان الامني عملية ممنهجة تتحمل أجهزة المخابرات المسؤولية الأبرز فيها، نتيجة استقطابها للجماعات الخارجة عن القانون، ومنح أفراها بطاقات أمنية وتسهيلات.
وتحدثت السويداء 24 مع مرجعيات دينية، وزعامات اجتماعية، وقادة فصائل مسلحة، ممن اجمعوا على أن السويداء بحاجة إلى حلول اقتصادية بالدرجة الأولى. وليس بعيدا عن تصورات اولئك الوجهاء والقادة أن حل الملفات الأمنية المتأزمة هو حاجة ملحة، لكنه يتطلب حلولاً سياسية واجتماعية لا أمنية عنفية.
لوقا أم الملحم
منتصف العام الحالي، التقى مدير إدارة المخابرات العامة في سوريا اللواء حسام لوقا، مع وجهاء، ورجال دين، وقادة فصائل، في فرع أمن الدولة بالسويداء، واستمع لوجهات نظرهم، حول الحلول الممكنة للملف الأمني. برز اسم لوقا بعدها في تسويات درعا، وبعد إنجازها، تشير مصادر إلى أن دوره في الجنوب انتهى، وسينتقل إلى محافظة دير الزور.
ويبدو أن رئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء كفاح الملحم، هو الأقرب لإدارة الملف الأمني في السويداء. فمنذ عام 2018، نجح الملحم في بناء شبكة علاقات مع مرجعيات دينية، وزعامات، وقادة فصائل. حتى أن الملحم استقطب عصابات محلية مسلحة ما دفع بعض المرجعيات الدينية والاجتماعية لرفض دوره، والمطالبة بكف يده عن ملف السويداء.