قوة مكافحة الإرهاب: انشقاقات بالجملة

تتوالى الانشقاقات عن قوة مكافحة الإرهاب، الجناح العسكري لحزب اللواء السوري، بعد مرور أشهر قليلة على انطلاقته المثيرة للجدل، في محافظة السويداء.

منذ شهرين، لم تصرف القوة رواتب معظم عناصرها، بعدما كانت تقدم راتباً شهرياً يتراوح بين 200 ألف إلى 250 ألف ليرة، للعنصر الواحد، بحسب رواية أحد المنشقين للسويداء 24. إذ كانت القوة تحصل على تمويل لم تكشف عن مصدره، وتقدم نفسها كجهة مناوئة للنظام السوري، هدفها محاربة العصابات المدعومة أمنياً، ومكافحة تهريب المخدرات، بينما طالتها اتهامات من خصومها بالسعي لمشروع انفصالي، وإثارة النعرات الطائفية في المحافظة، خصوصاً بعد خلافتها عشائر البدو.

أبرز الانشقاقات كانت في بلدة المزرعة والريف الغربي، يوم السبت، عندما أعلن فصيل مغاوير الكرامة، انسحابه من قوة مكافحة الإرهاب، بعدما كان يشكل الثقل الأبرز للقوة، نتيجة “عدم تنفيذ التشكيل لأي من الالتزامات التي وعد الأهالي بتنفيذها من مكافحة المخدرات وملاحقة العصابات وقطع يد ميليشيات إيران ومحاسبة الفاسدين وملاحقتهم الذين عاثوا فساداً داخل المحافظة”.

البيان أضاف أنهم تفاجئوا بمرامٍ وأهداف شخصية للمسؤولين عن التشكيل، بعد ما سمعوه من شعارات رنانة إذ “كانت غايتنا الأساسية الحفاظ على النسيج الداخلي للمكون السوري بشكل عام والمنطقة لجنوبية بشكل خاص”. مؤكدين أن انسحابهم جاء إيماناً منهم بوحدة سوريا أرضاً وشعباً وانتهاجاً لمبادئ  قائد الثورة السورية الكبرى “سلطان باشا الأطرش” وتأكيداً على بعدهم كل البعد عن المشاريع “الخبيثة الهادفة إلى تقسيم وطننا”.

انشقاق مغاوير الكرامة، لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقه انشقاق مجموعة كبيرة في بلدة الرحا، التي كانت المعقل الرئيسي للقوة، وانضمام المنشقين لفصيل الدفاع الوطني، ونشوب عدة صدامات بينهم وبين من تبقى من عناصر القوة. فضلاً عن انشقاق معظم العناصر في بلدة القريّا جنوب السويداء، منذ اسبوعين، وإعلانهم أن الانسحاب كان بعد “خداعنا بشعارات براقة”  وبعد ما تكشف أمامهم من حقائق وأجندات وصفوها بالمشبوهة.

يبدو أن توقف الرواتب، والادعاءات الشخصية في القضاء، ضد بعض أفراد القوة، بجرائم القتل والخطف والتعذيب، والصدامات التي كادت تجر المحافظة لاقتتال داخلي، وعدم كسب حاضنة شعبية، نتيجة لغة الاقصاء التي انتهجها مؤسسو الحزب، بتخوين كل من يعارض المشروع، وغموض مصادر التمويل والأهداف، كانت من جملة الأسباب التي أدت للانشقاقات. ليبقى تواجد القوة يتركز على بعض المجموعات في الرحا، والحريسة بالريف الشرقي، وعناصر متفرقين في بعض القرى والبلدات.