الملابس الشتوية في السويداء.. غلاء فاحش

وسط الضائقة المعيشية للسكان، ومع حلول فصل الشتاء البارد، تغلي أسعار الملابس الشتوية في أسواق السويداء، لتسجل أرقاماً فلكية، مقارنة بالدخل المتدني. قطعة واحدة قد يصل سعرها إلى راتب شهري لموظف، ويفوقه بأضعاف، للماركة الأجنبية.

ورغم اختلاف الأسعار بحسب جودة الأقمشة، وكلفة الخياطة والإكسسوارات الداخلة في صناعتها، لكن متوسط الأسعار للملابس الشتوية مرتفع جداً، إذ بلغ ثمن معطف جلدي، 90 ألف ليرة، والمعطف الجينز الذي يحشوه الفرو، 50 ألف ليرة، في حين يتراوح سعر المعطف القماشي الشمّاع بين 55 و 65 ألف ليرة سوريّة. أما المعطف الجوخي سعره يزيد عم 150 ألف ليرة، والماركة الأجنبيّة منه بلغ ثمنها 260 ألف.

ولفت أحد الباعة للسويداء 24، إلى أنّ هذه الأسعار المرتفعة تشمل أيضاً ألبسة الأطفال، التي لها النصيب الأكبر من تضخم السعر، حيث وصل معطف لطفل بعمر سبع سنوات محشو بالفرو الأبيض، إلى 47000 ل.س، بينما سجّل حذاء بأرضيّة مطاطيّة مقبولة الصنع سعر 35 ألف ليرة سوريّة.

من ما وراء السعر الباهظ؟

يتحدث بائع أخر للسويداء 24 عن غلاء أسعار الألبسة، لكون السوق المحليّة كانت تشهد ببضائعها الوطنية والأجنبية حالة منافسة تحدّ من أسعار الألبسة ولكن هذا كان قديماً، وأمّا اليوم فتقتصر الألبسة الشتويّة لبعض الصناعات الوطنيّة التي حلّقت بأسعارها، وأخرى أجنبيّة مخزّنة أو مهرّبة أو مستوردة، ولكن بأضعاف مضاعفة عن السعر السابق.

موضحاً عن سبب غلاء أنواع الألبسة الشتويّة كالمعاطف والكنزات وأحذية الساق الطويلة، إلى كلفة تصنيعها محلياً بعد استيراد الأقمشة المختلفة وأجور العمّال والشحن إضافة إلى ما تعانيه المصانع المحليّة من شحّ المحروقات ورفع أجور الجمارك والكهرباء من قبل الحكومة.

اللباس الشتوي كحاجة للسكان، في محافظة السويداء، أصبح أخر ما يفكر فيه غالبية المواطنين، فمع انعدام الدخل، وتوجّه العائلات لتأمين الغذاء بالدرجة الأولى، ووسائل التدفئة إن توفرت، يرافقه عدم اكتراث الحكومة بأوجاع الناس، بات شراء معطف شتوي يقي برد الشتاء، نوعاً من الترف، في ظل الأوضاع المتدهورة